عشية اليوم العالمي لمنع الانتحار الموافق 10 سبتمبر (أيلول)، أعلن أستاذ في علم الاجتماع عن “نمو “دراماتيكي” لمعدل الانتحار في إيران على مدى العقدين الماضيين، وقال إنه وفقًا للإحصاءات، في العامين الماضيين، انتحر 15 شخصًا يوميا في المتوسط، في أماكن مختلفة من البلاد.
وعقدت جمعية علم الاجتماع الإيرانية، يوم الخميس 8 سبتمبر (أيلول)، ندوة بعنوان “الانتحار في إيران.. الأسباب والإجراءات المضادة”.
وكشف المشاركون في الندوة عن إحصائيات حول معدل حالة الانتحار في إيران بناءً على بيانات الطب الشرعي من 2001 إلى 2019 (خلال 19 عامًا)، ووفقًا لهذه الإحصائيات نما معدل الانتحار في العقدين الماضيين بنسبة 44 في المائة.
وقال أستاذ علم الاجتماع، أكبر عليوردي نيا: “إن معدل الانتحار في البلاد ارتفع من 2.4 عام 2001 إلى 2.6 عام 2019″، وهذا المعدل على مقياس 100 ألف شخص.
وتأتي هذه الإحصائيات المروعة لتزايد حالات الانتحار في إيران، بينما وفقًا لما قاله عليوردي نيا، فإن البيانات التي يوفرها الطب الشرعي ليست دقيقة، لأن هذه الإحصائيات تركز فقط على حالات الانتحار التي تؤدي إلى “الوفاة”، في حين أن إحصائيات محاولات الانتحار عادة ما تكون أكثر من 20 مرة من حالات الانتحار الناجحة.
ووفقًا للإحصائيات التي قدمتها منظمة الطب الشرعي، فقد سُجل في العقدين الماضيين أعلى معدل للانتحار في محافظات إيلام وكرمانشاه ولورستان على التوالي.
على الرغم من أن العديد من العوامل، وأحيانًا عوامل غير معروفة، ومعقدة تتسبب في الانتحار، فإن الأطباء غالبًا ما يذكرون “الاكتئاب الناجم عن المشكلات العصيبة، والمشكلات المالية، واليأس، والعجز”، من بين الأسباب المعروفة للانتحار.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة الإيرانية، فقد تم تسجيل 100 ألف محاولة انتحار في البلاد عام 2020، وهذه النسبة آخذة في الازدياد أيضًا.
ووفقًا لهذه الإحصائيات، فإن الرجال المتزوجين أو الآباء يحتلون المرتبة الثانية في الانتحار بعد الشباب، وتقريبًا نصف حالات الانتحار تحدث بين المتزوجين.
وتُظهر أيضًا دراسات علماء الاجتماع حول سبب الانتحار في المناطق الغربية من إيران أن هناك علاقة كبيرة بين انتحار الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عامًا مع مشكلات عائلية أومالية.
وقال عالم الاجتماع، محمد علي محمدي، في ندوة اليوم لجمعية علم الاجتماع عن هذه العلاقة: “مؤشر البؤس والعجز أعلى في غرب البلاد حتى الآن”.
ووفقًا لما قاله محمدي، يبلغ متوسط معدل الانتحار في إيران 6 والمتوسط العالمي 2.5 (لكل 100.000 شخص).
وقال أيضًا إنه وفقًا لإحصائيات الطب الشرعي، فإن الشباب هم الضحايا الرئيسيون للانتحار، وتحدث معظم حالات الانتحار بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا، وأن 54 في المائة من حالات الانتحار التي أدت إلى الوفاة كانت بين الشباب دون سن الثلاثين.
وشدد عالم الاجتماع على دور المشكلات المعيشية في تنامي الانتحار في إيران، وقال: “المشكلات المعيشية تتسبب في تفكك الأسرة، وبناءً على بعض العوامل النفسية الخاصة، يختار البعض الانتحار في حالات العجز”.