القوى المسيحية تتحضّر لـ “يوم الفراغ”

بقلم وليد خوري

أصبح جلياً وواضحاً أن رئيس حكومة تصريف الأعمال والمكلّف تأليف حكومة جديدة نجيب ميقاتي، يُفضّل عدم التأليف، ليس ربطاً فقط بالشروط المعلن عنها وغير المعلنة من جانب “التيّار الوطني الحر”، وإنما بمواضيع على صلة بدوره ووضعيته داخل السلطة حين تشغر بنهاية ولاية الرئيس ميشال عون.

مجموعة قوى رئيسية باتت في صورة هذا الواقع وفي مقدمها “حزب الله”، الذي أدرك بعد فشل وساطته الاخيرة، بأن الرئيس ميقاتي، ليس في وارد تأليف حكومة يتمتع فيها “التيّار الوطني” بثقل سياسي، كما أنه ليس في وارد تشكيل حكومة في الوقت المستقطع بين الفراغ وانتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية.

ربطاً بذلك، لا يمكن تغطية دور رئيس مجلس النواب نبيه بري في التأثير على ميقاتي، بحيث بات يُذكر في أكثر من مجلس سياسي، كيف أن ميقاتي كان في وارد الإتفاق مع رئيس الجمهورية على سلة تفاهمات، من ضمنها الحكومة، وكيف مارس الرئيس بري حضوره وتأثيره على ميقاتي، ممّا أدى إلى تراجعه.

 

هذه العوائق، يرصدها “حزب الله”، الذي بات يجد صعوبةً في إقناع “التيّار الوطني”، بالتنازل والتراجع. مردّ ذلك إلى الدور الذي يمارسه رئيس المجلس إلى جانب رئيس الحكومة والتأثير عليه سلباً بدل أن يمارس التأثير الإيجابي الذي ينشده الحزب.

في ضوء ذلك، أصبح من المفهوم أن “حزب الله”، يتموضع بعيداً عن القوى المتنازعة حول الحكومة، وكلّ ما يسعى إليه راهناً، لا يتعدى سقف محاولة نزع الألغام بين الأفرقاء، ومحاولة تأمين فترة هدوء، يمكن من خلالها التفكير في كيفية إنجاز الإستحقاق الرئاسي.

من جانبٍ آخر، تُرصد خطوات ل”التيّار الوطني” تتعلق بمستقبل تنشيط حكومة تصريف الأعمال الحالية وإتاحة توريثها صلاحيات رئيس الجمهورية. وفي حين باتت الجبهات واضحة بين تكتل بري – ميقاتي- جنبلاط، الدافع في اتجاه تعزيز حكومة تصريف الأعمال، والقوى المسيحية على رأسها “التيّار الوطني” الداعية لانتخاب الرئيس، يتردد داخل صالونات مغلقة أن خطوات محتملة سيتولى تنفيذها “التيار الوطني الحر”، ولكنه لن يكون وحيداً، لأنه ينتظر كيفية تعاطي القوى السياسية المسيحية الأخرى مع الفراغ الداهم.

وذلك وسط معلومات يملكها عن إجراءات سياسية وقانونية، سيتخذها هؤلاء، ويراهن عليها “التيار الوطني”، من أجل توظيفها لتغطية أي خطوات مرتقبة من جانبه، رغم أن الإدراك العام لدى بعض القوى، لا يوحي بأنه في وارد الذهاب بعيداً في لعبة الشارع.

اخترنا لك