استمرار الصمت الإيراني إزاء وفاة الملكه اليزابيث… سلوك سياسي غير وقور وله تبعاته

استمرار الصمت الإيراني إزاء وفاة الملكه اليزابيث... سلوك سياسي غير وقور وله تبعاته

بعد يوم من إعلان وفاة الملكة إليزابيث الثانية، لا تزال السلطات الإيرانية -وخلافًا للأعراف الدولية- ترفض إصدار بيان تعزية. ولم تكتف طهران بالتزام الصمت إزاء هذا الحدث الذي أعقبته ردود فعل دولية واسعة فحسب، بل أعرب بعض الأصوليين والمعارضين للملكية في إيران عن سعادتهم بهذا الخبر.

والتزمت الحكومة الإيرانية الصمت إزاء أنباء وفاة ملكة بريطانيا، وترفض إصدار أي نوع من رسائل التعزية أو حتى التعليق على هذا الحدث، وهو سلوك وصفه محللون بأنه يتعارض مع الآداب السياسية والأعراف الدولية.

ولكن رضا بهلوي، ولي عهد إيران السابق، بعث برسالة أعرب فيه عن مواساته في وفاة ملكة بريطانيا، وقال: “أنا وأسرتي ننضم إلى الشعب البريطاني والمجتمع الدولي في حداد وفاة الملكة إليزابيث الثانية”.

وقد أعرب مسؤولون رفيعو المستوى من دول المنطقة في رسائل منفصلة، بمن فيهم: الرئيس التركي، والعاهل السعودي وولي عهده، والرئيس العراقي ورئيس الوزراء العراقي، عن تعازيهم في وفاة الملكة إليزابيث الثانية.

وأكد المسؤولون العراقيون أن الملكة كانت محل تقدير للعالم أجمع، مشيرين إلى أنها كانت “رمزًا عظيمًا للتاريخ قد خدمت التاريخ بثبات وشرف”.

كما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن تعازيه لملك بريطانيا تشارلز الثالث، في وفاة الملكة إليزابيث الثانية، وقال: “ترتبط أهم الأحداث في التاريخ الحديث لبريطانيا ارتباطًا وثيقًا باسم الملكة إليزابيث الثانية”، مضيفًا أنها “تمتعت لعقود عدة -بحق- بحب رعاياها واحترامهم، فضلًا عن المكانة المرموقة التي حظيت بها على المسرح الدولي. أتمنى لكم الشجاعة والثبات في مواجهة هذا المُصاب”.

في السياق نفسه، أعلنت السفارة الروسية في كندا، اليوم الجمعة، أنها تنضم إلى الشعب الكندي في الحداد على وفاة الملكة إليزابيث الثانية، ونكست علمها الوطني تكريمًا للملكة.

يأتي هذا في وقت تشهد فيه العلاقات الروسية والبريطانية توترات ملحوظة لا سيما بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

ولطالما اتخذ النظام الإيراني موقفًا معاديًا لبريطانيا؛ حيث تطلق وسائل الإعلام الإيرانية على الحكومة البريطانية اسم “الخبيثة”، متأسية بتصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي.

وبعد أن احتجز الحرس الثوري الإيراني ناقلتي نفط بريطانيتين في عام 2019 ردا على ما سمي بـ”احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية”، تم افتتاح معرض للرسوم المتحركة والرسوم الكاريكاتورية في “طهران” تحت عنوان: “ملكة القراصنة”، والذي تم تنظيمه تحت إشراف مسعود شجاعي طباطبائي.

وقبل ذلك بثمانية أعوام (2011م)، اقتحم عدد من قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري، السفارة البريطانية في “طهران”، وأنزلوا أعلام هذا البلد، الأمر الذي أدى إلى إغلاق سفارتي البلدين في “طهران” و”لندن”.

وعقب وفاة ملكة بريطانيا وصمت طهران إزاء ذلك، وصف بعض المحللين هذا النهج الإيراني بأنه خارج “السلوك السياسي الوقور” والأعراف الدولية، وهو إجراء قد يترتب عليه بعض التكاليف، كما أن له عواقبَ دبلوماسية على مصالح إيران.

اخترنا لك