إندلع الصراع من جديد بين جناحي الحزب السوري القومي الإجتماعي الذي بدأ على خلفية الانتخابات الداخلية الاخيرة للحزب وتمت ترجمة الصراع بالأمس واليوم بإحتلال متبادل للمراكز بين جناحي الحزب الأول الذي يتزعمه الوزير السابق أسعد حردان والثاني يترأسه رئيس الحزب الحالي ربيع بنات.
وفي التفاصيل أن “مجموعات مسلحة ملثّمة تابعة لحردان قامت باحتلال 3 مراكز في المتن الشمال للحزب القومي هي بولونيا وضهور الشوير وبيت شباب، لكن المعلومات التي حصل عليها “ليبانون ديبايت” تحدّث عن إنقلاب قام به شباب هذه المراكز الذين سلّموا المراكز طوعاً إلى العناصر التابعة لحردان، فردّ الجناح الثاني بإحتلال مبنى جريدة البناء الذي يملك ترخيصها أسعد حردان كما تشير هذه المعلومات”.
إلا أن “مصادر الحزب تنفي ذلك وتؤكد أن الترخيص هو بإسم 3 من أعضاء الحزب هم: جبران عريجي ونبيل فغالي وتوفيق مهنا”.
وحول ما حصَل في المراكز التابعة للحزب, تلفت “المصادر إلى أن هذه المراكز غير محروسة وتمّ خداع حارس مبنى بولونيا حتى دخلوا إليه كما استغل حردان الخلاف بين قوميي بيت شباب ليدخل الى المركز”.
ولماذ قام عناصر الحزب بإحتلال مبنى البناء ؟ تؤكّد المصادر أن “الحزب رد بإحتلال المركز الرئيسي أي المبنى الرئيسي لأسعد حردان الذي هو نفسه مبنى الصحيفة، نافية أن يكون جرى تخريب داخل الصحيفة”.
وكان الحزب السوري القومي الاجتماعي اصدر بياناً تحدّث فيه عن استباحة دماء القوميين، والسطو على الحزب السوري القومي الاجتماعي لعقود طويلة، وما سماه الممارسات المخجلة للنائب السابق أسعد حردان منذ سقوطه بالانتخابات الحزبية في 13 أيلول 2020، والذي لجأ إلى عادته القديمة الجديدة، في محاولة لإيقاع الفتنة بين القوميين وجرّ المؤسسات الحزبية إلى لعبة الدم.
وتابع : “فلم يكد الحزب يجدّد خياره بالجهاد في مؤتمره العام، حتى قاد حردان المفصول عن جسم الحزب، مجموعات مسلحة من ملثمين من غير القوميين، وقام باحتلال ثلاثة مراكز حزبية في منطقة المتن الشمالي، هي بولونيا وضهور الشوير وبيت شباب”.
وأكّد ان “الحزب السوري القومي الاجتماعي لن يمنح حردان فرصة التساوي معه في جريمة إهدار دم القوميين بصراع أساسه النزعة الفردية القاتلة المتحكمة فيه، مع التأكيد على حق الدفاع عن جميع مراكز الحزب وحياة القوميين الاجتماعيين”.
وتفيد المعلومات أن “وزير الاعلام زياد مكاري تدخّل مع وزير الداخلية بسّام مولوي لإعادة مبنى جريدة البناء، لأن الرئيس الشرعي لدى الدولة للحزب هو حردان تحديداً وهذا أيضاً نفته مصادر الحزب التي أكّدت أن حردان لم يعد رئيساً لهذذا الحزب منذ انتخابات 2020”.
أما بالنسبة الى الصراع القضائي بين الطرفين, فتوضح المصادر الى أن “النزاع ما زال قائماً رغم ان حردان خسر اكثر من قضية رفعها بهذا الإطار”. وأكدت المعلومات أن “الأمر اليوم أصبح بيد القضاء عند المدعي العام للتثبت من شرعية من سيتولى رئاسة الحزب ويمسك بمؤسساته”.
وتجري محاولات حثيثة من بعض قدامى القوميين للمّ الشمل إلاّ أنها محاولات لم تصل الى الهدف المنشود في ظل إستعار هذا الخلاف المتجدد.