د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي
يؤسفني أن أكتب عن عهدٍ لطالما حلم البعض فيه بإنقاذ الوطن عندما أطلق شعار “التغيير والإصلاح“ وكان كل ذلك قبل تسلّم زمام الحكم لمدة ست سنوات وفشل فشلاً لا مثيل له بعد ذلك.. عندما يطويهم النسيان أو يصبحون مهمشين داخل صفحات التاريخ.
ومع انتهاء ولاية الرئيس وشعاره المؤسف المضحك “ما خلونا” الذي يتباهى أو يحتمي به مناصروه وكل من ينتمي إليهم، فكيف سيكون مصير حزب التيار الحر الذي تم تأسيسه بغلطة وأغلب كوادره اليوم أصبحوا خارجه ؟
الجميع على علم بأنه قد رفع الغطاء المسيحي عنهم ولم تعد ورقة تفاهم مار مخائيل تنفع لشيء فأصبحت عبئاً على شركاء الأمس..
هل يتبناها حزب الله بعد أن أصبحوا شبه مهمشين بين الصفوف المسيحية ؟
من سيتخذ دورهم بحال تم الاستغناء عنهم ؟
لقد كانوا ظاهرة سياسية غريبة غير مسبوقة في تاريخ النظام السياسي اللبناني… بعد أن بنوا نظامهم السياسي وكل سياساتهم على فلسفة الرهانات السلطوية التي أسقطتهم أمام مافيا الأحزاب، فكانت النتيجة فشلهم الذريع، والخسارة التاريخية العميقة التي تورطوا بها دون أن يكون لديهم مشروع إنقاذي يعتمدون عليه بعد أن اصبحوا أو بالأحرى بعد أن أثبتوا للبنانيين أنّهم عبء في المجتمع السياسي…
لكن السؤال الذي أطرحه هو، هل من منقذ لهم ؟
هل هناك مشروع اقتصادي سياسي لو تم اعتماده ضمن مشروع تنموي جديد يعومهم ويصبحون رقماً صعباً بعد الخسارة السياسية التي حصدوها ؟
هل سيكون لهم دور في المؤتمر التأسيسي الجديد بعد إفلاسهم السياسي الذي تحدد عقده في القاهرة قريباً ؟
إنّ الأيام القادمة ستكشف المستور ويقول المثل الشعبي : «عند تغيير الدول احفظ رأسك».
اليوم يبدو أن العديد من الدول والشعوب، خصوصًا في منطقتنا تحتاج إلى الكثير من الحكمة وسط تصارع مصالح الكبار، لتتمكن من الحفاظ على وجودها وهويتها.