لم يكن مفاجئاً أن تنتزع فرقة “ميّاس” لقب “America’s Got Talent” فقد كان أداؤها المبهر طوال المسابقة كفيلاً بنقلها الى أعلى مرتبة باعترافٍ من لجنة الحكم التي رأت في الفرقة مستوى يحاكي استعراضات “فيغاس” الشهيرة ببراعةٍ لا لبس فيها أكسبتها أصوات الأميركيين والاجانب.
أن تخطف “مياس” قلوب اللبنانيين بلوحة راقصة تجسّد أرزتهم المكلّلة ببياض ثلج بشري والارز ليس بأمرٍ غريب، فابن قرطبا مؤسس الفرقة ومصمّم رقصاتها المبدعة نديم شرفان لبنانيّ حتى النخاع.
وقد أرادها مناسبةً لاعادة الوهج الى وطنه مختاراً بنفسه شعار “كرمالك يا لبنان”.
منتشلاً لبنانه من وحول اليأس والقنوط ومعيداً الى اللبنانيين طعم وطن جبران خليل جبران وسعيد عقل وفيروز وكبار العمالقة.
سحر شرفان هو في إعادته شعبه الى سكّة الكرامة بعدما جرجره الحكام الى أدنى مستويات الذلّ والمهانة، فأبكى اللبنانيين فرحاً لاستعادتهم أنفةً وشموخاً انتزعا منه عنوةً ممن يجهدون لتشويه صورة بلاد الارز وفرض هوية هجينة عليه.
لم تكن مجردّ مسابقة، بل هي معركة هوية بطلها شرفان، فلبنانه هو لبنان الفرح والجمال والرقص، وهي رسالة لن تعجب قطعاً من يريده بلداً للسواد الحالك والحروب الوهمية والاقتتال الدائم.
يحارب شرفان ببسالة ذوداً عن لبنانه الأبيض : “أحبوا لبنان… لا تتركوه!”، قال بعد فوزه باللقب مؤكداً أنه لن يترك لبنانه أبداً. بالأمس، أدرك اللبنانيون أنّ وطنهم الجريح لن يموت بوجود أمثال شرفان ممّن يكتبون مجد لبنان بإنجازاتٍ من ذهب.