بعد 40 عامًا من إنطلاقتها… مقاومة الإحتلال ليست وجهة نظر

بقلم مصباح العلي

لن يحضر مازن عبود مطلق الرصاصات الاولى على الاحتلال الاسرائيلي الى صيدلية بسترس كعادته في 16 أيلول لإحياء ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية. قلة قليلة تعرفه على غرار مئات الرجال الذين قرروا في العام 1982 ان يطردوا الاحتلال الاسرائلي ويحرروا الأرض، وقد فعلوا.

وعلى رغم تحويلها إلى مجرد ذكرى وجدانية إلاّ أن انطلاقة المقاومة في العام 1982 شكلت منعطفا مهما في تاريخ لبنان الحديث، كون منطلقات مقاومة الاحتلال كانت وطنية بإمتياز وكانت هدفا جامعا في زمن عاصف، حيث تحول لبنان مرتعا لكل جيوش العالم وميليشياته.

بعد 40 عاما، لا يزال السجال قائما حول المقاومة، وتحديدا ضرورة ان تحظى بإجماع وطني او تستطيع تأمين التفاف شعبي حولها، وهذا أمر بديهي في بلد تسوده الانقاسامات وتنخره آفة الخلافات حيال كل شيء، على رغم كل الأحاديث بأن مقاومة الاحتلال حق مصان من خلال ميثاق الامم المتحدة وهو وسيلة مشروعة ولا ينبغي النقاش فيها بالمبدأ، إلا ان اللبنانيين، يتفقون على مبدأ المقاومة و يختلفون على أهدافها او أشكالها.

فالمقاومة اللبنانية تكاد تكون العدو الأول لخيار المقاومة الوطنية بتلاوينها الشيوعية والقومية والتنظيمات العقائدية الأخرى، وصولا إلى الإشكالية الكبرى عند المقاومة الإسلامية التي نجحت بتحرير الجنوب في العام 2000 وصدت العدوان في العام 2006، وتجاوزت الحدود إلى حروب خارجية.

في معمعة البؤس المعمم في لبنان لا متسع لنقاش سياسي لأن لقمة العيش بات الحصول عليها شاقا، وباتت المسلمات من الماضي في ظل حالة من التشكيك. وقد عبّر مازن عبود عن هذه الحالة يوم طاف بسيارة الأجرة في ارجاء شوراع بيروت التي حررها مع رفاقه من الاسرائيليين، وأعرب عن خشيته على تضاؤل عزيمة الشعب اللبناني عن طريق تجويعه و من ثم تطويعه.

كل شيء في لبنان خاضع للنزاع والتجاذب، بما فيها المقاومة التي أضحت وجهة نظر في بلد تعمه الفوضى وتهدد كيانه، خصوصا ان عناوين المرحلة المستقبلية مقلقة في ظل انتعاش مشروع إسرائيل الكبرى ضمن المنحى الاقتصادي والتنموي.

بهذا المعنى، فإن العداء لإسرائيل ليس وجهة نظر، وبالتالي تصبح المقاومة حق وضرورة.

اخترنا لك