النهار
يشكل الأسبوع الطالع فترة انتظار إضافية مستقطعة من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية إذ من المستبعد أن تشهد أي تطور جديد سواء على صعيد الاستحقاق الرئاسي الذي لا تلوح بعد أي مؤشرات أولية الى توجيه الدعوة الأولى لانعقاد مجلس النواب في جلسة انتخابية، أو على صعيد الاستحقاق الحكومي بحيث لن يحصل أي شيء قبل عودة الرئيس نجيب ميقاتي من زيارتيه للندن ونيويورك.
لذا بدا إرجاء رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة التصويت على مشروع الموازنة إلى الاثنين ٢٦ أيلول أمراً بديهياً أولاً في انتظار عودة ميقاتي وثانياً بعدما عكست الجلسة الأخيرة لمناقشة الموازنة واقعاً بارزاً تمثل في ظهور توازن نيابي واضح التأثير في مجريات الأمور وبرز من خلال توحد كتل المعارضة وإفقادها نصاب الجلسة في ظل ما كان يجري من جانب كتل الموالاة لإحداث انتهاكات للأصول في إقرار الموازنة.
ولعل فترة الأسبوع الطالع ستشهد محاولات لإيجاد مخارج حول المأزق الذي بلغته الموازنة وسط اشتداد الظروف الصعبة والمعقدة والخطيرة في بعض جوانبها التي تمر بها البلاد إذ أن المشهد غداة يوم اقتحامات المصارف بدا شديد القتامة سواء في ما يتصل بالتفاقم الخطير الذي بلغته أزمة المودعين والودائع والتي باتت تهدد الاستقرار الأمني كلا أو في ما يتصل بالملفين الرئاسي والحكومي في ظل الاقتراب من الشهر الأخير المتبقي من ولاية الرئيس ميشال عون.
وتحدثت معلومات صحافية أمس عن أن صورة الحكومة لم تكتمل نهائيّاً، ولكنّها ستقوم على تنازلٍ مشترك من الرئيس ميشال عون ومن الرئيس نجيب ميقاتي. فيتنازل الأول عن مطلب توسيع الحكومة إلى ٣٠ وزيراً والثاني عن شرط الإطاحة ببعض الوزراء، من أبرزهم الطاقة والاقتصاد.
وأفادت هذه المعلومات أنّ الحكومة الجديدة ستكون أقرب إلى التعديل الوزاري الذي سيشمل بعض الحقائب، ومنها وزارة المال المرشّح لأن يتولاها النائب السابق ياسين جابر، بناءً على رغبة الوزير يوسف خليل بالخروج من الحكومة كما تجدر الإشارة إلى أنّ وزراء آخرين يرغبون بالخروج من الحكومة، ولكنّهم قد يحجمون عن هذه الخطوة بناءً على رغبة من سمّاهم.
وشكل الملف الحكومي حيزاً من كلمة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أمس في ختام مسيرة أربعين الإمام الحسين في بعلبك، إذ أمل في تشكيل حكومة في وقت قريب، و”اليوم لدينا آمال كبيرة في هذا المجال، منعاً للدخول في نوع من أنواع الفوضى” ، مضيفاً “نؤكد أهمية حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، هناك دعوات للاتفاق حول رئيس وندعو إلى التوافق على إسم بعيداً من الفيتوات”.
وفي ماف ترسيم الحدود البحرية، اعتبر “أننا أمام فرصة ذهبية وتاريخية لاستخراج الغاز والنفط لمعالجة أزمته، والمهم أن لا يحصل الاستخراج من حقل كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه المحقة وفق خط 23. الخط الأحمر لدينا هو بدء الاستخراج للنفط والغاز من كاريش”.
ومع أنّه قال “إننا نريد أكل العنب” لكنه هدد إسرائيل قائلاً “عيننا على كاريش وصواريخنا كذلك. والإسرائيلي لديه من المعطيات الكافية على جديّة موقف المقاومة. وإذا فرضت المواجهة لا مفر منها على الإطلاق”.
وفي ما يتصل بقرار مجلس الأمن الخاص بـ “اليونيفيل”، قال : “هو علامة من علامات ترهل الدولة اللبنانية، وهو موضوع خطير وتداعياته أخطر وهذا فخ نصبه العدو للبنان. لم نستطع أن نعرف من هو المسؤول وفي كل الأحوال من فعل ذلك هو إما جاهل أو متآمر، لأنه يشكل خطراً داهماً على منطقة جنوب البقاع”.
وعرّض نصرالله نفسه لسيل من الانتقادات اللاذعة عندما تناول ملف مجزرة صبرا وشاتيلا ليردّ به بجملة مغالطات على القيادة الحالية لـ”القوات اللبنانية” فتجاهل حلفه الوثيق مع إيلي حبيقة كما تجاهل المجازر والأحداث التي قام بها حزبه في لبنان وسوريا وسواهما والاغتيالات التي اتهم بها ومما قال : “يتحدثون عن الإفلات من العقاب، وأعظم مجزرة في صبرا وشاتيلا، ارتكبتها جهات لبنانية كانت تتعامل مع العدو الإسرائيلي، لم يحاسبها أحد، ولم يسألها أحد، وبقيت الجثث لأيام لا يستطيع أحد أن يقترب من المخيم، أليست هذه وقائع وحقائق ؟ “بيطلعلنا حدا بيقول بيشبهونا وما بيشبهونا، وبيشبه لبنان وما منشبهكم، ما بتشبهونا وما منشبهكم والحمد لله رب العالمين” واليوم هناك نغمة جديدة هذا لبناننا وهذا لبنانكم، وأنا أقول للذين ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا، هذا بعض من لبنانكم، هذا بعض مما اقترفته أيديكم، هذه صورتكم الحقيقية. كل فترة يتحدثون عن ثقافة الحياة وثقافة الموت عند كل مناسبة. ثقافة الموت هم الذين ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا، وثقافة الحياة هم الذين حرروا الجنوب، ودخلوا إلى الشريط الحدودي ولم يقتلوا دجاجة، ولم ينتقموا من أحد”.
وإثر كلام نصرالله في موضوع الترسيم حذّر مسؤول عسكري إسرائيلي “حزب الله” من أنه “إذا قام بتنفيذ تهديداته بمهاجمة إسرائيل، فسيواجه ردًا قاسيًا. “ونقل موقع “إيران إنترناشيونال”عن المسؤول العسكري الإسرائيلي الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه، قوله: “إسرائيل تواصل في هذه الأيام، المحادثات لترسيم الحدود البحرية بينها وبين لبنان”.
وأضاف أن “أولوية بلاده هو الحل الديبلوماسي وليس العسكري”. ووفقاً للمسؤول الإسرائيلي، “إن تهديدات حزب الله ستعود بالضرر أولًا على الشعب اللبناني واقتصاد واستقرار لبنان”.
على الصعيد السياسي – الرئاسي التقى أمس رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب وفداً من “نواب التغيير” ضمّ النواب وضاح صادق، ملحم خلف، إبراهيم منيمنة، نجاة صليبا، مارك ضو، بولا يعقوبيان في حضور أعضاء من تكتل “الجمهورية القوية” النواب: غسان حاصباني، ملحم رياشي، فادي كرم، غادة أيوب وجورج عقيص. وبعد اللقاء، قال الصادق : “شرحنا أهمية مبادرتنا في إنقاذ البلد واتفقنا أن جميع نقاط المبادرة نلتقي فيها مع تكتل الجمهورية القوية”. أضاف: “مبادرتنا اليوم هي في صلب التغيير ونحاول تغيير النهج من أجل الوصول إلى رئيس جديد من صنع لبنان”.
وتابع :”الأسبوع المقبل نبدأ بالأسماء”.
وختم : “وقف إقرار الموازنة هو بداية التغيير”. من جهته، قال النائب غسان حاصباني: “نريد رئيساً إنقاذياً لا يخضع للسيطرة ليكون قادراً على حماية وتطبيق الدستور كأولوية”.