بحسب التقارير التي تلقتها “إيران إنترناشيونال”، فقد قُتل 17 شخصًا نتيجة الهجمات التي شنها الحرس الثوري الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيرة على إقليم كردستان العراق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، إنه سيتم استدعاء السفير الإيراني في بغداد إثر هجمات إيران المستمرة على إقليم كردستان.
وقُتل 17 شخصًا وأصيب أكثر من 50 شخصًا في أعقاب هجمات الحرس الثوري الإيراني على مواقع الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، يوم الأربعاء.
ومن بين الضحايا “وانيار” الرضيع الذي ولد بعد وفاة والدته ريحانه كنعاني، إثر إصابتها بجروح خطيرة جراء الهجوم الصاروخي للحرس الثوري الإيراني.
وقد فقد هذا الطفل حياته بعد 24 ساعة من ولادته بسبب موت دماغي.
وندد برلمان إقليم كردستان العراق، في بيان له، بشدة بهجمات الحرس الثوري الإيراني، وطالب إيران باحترام سيادة إقليم كردستان، وأعلن أن استخدام العنف والصواريخ والهجمات العسكرية تحت أي ذريعة أمر غير مقبول.
استمرار الهجمات
في الوقت نفسه، نشرت أنباء عن استمرار هجمات الحرس الثوري الإيراني على إقليم كردستان يوم الخميس 29 سبتمبر (أيلول).
لكن وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) أفادت أنه عقب هجمات الحرس الثوري الإيراني، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، أنه سيستدعي السفير الإيراني في بغداد، محمد كاظم آل صادق، لتسليمه مذكرة احتجاج قوية على استمرار القصف على إقليم كردستان.
كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها تدين بشدة هجوم النظام الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيرة على كردستان العراق.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية، وصفت هذه الهجمات من قبل النظام الإيراني بأنها “انتهاك للسيادة الوطنية للعراق وانتهاك للقانون الدولي”.
احتجاجات ضخمة
كما كتبت صحيفة “لوموند” في مقال مفاده أن إيران، التي واجهت احتجاجات داخلية ضخمة، وسعت ردها على هذه الاحتجاجات خارج حدودها، واستهدفت المعارضين الأكراد الذين يدعمون الاحتجاجات.
وأشارت هذه الصحيفة إلى استخدام إيران للصواريخ والطائرات المسيرة في هجوم الأربعاء، وكتبت: “كردستان العراق تستضيف عددًا من الأحزاب الكردية الإيرانية التي تراجعت أعمالها المسلحة في السنوات الأخيرة”.
ووفقًا لتقرير “لوموند”، نشرت هذه الأحزاب في الأيام الأخيرة انتقادات قاسية للنظام الإيراني على الشبكات الاجتماعية من خلال مشاركة مقاطع فيديو لاحتجاجات الشعب الإيراني.
وبحسب “لوموند”، فإن الهجمات على إقليم كردستان العراق تتم في وقت هزت الاحتجاجات واسعة النطاق في إيران هذا البلد.
وكان معظم ضحايا هجمات الحرس الثوري الإيراني على العراق، يوم الأربعاء، من حزب الحرية الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد استهدف، الأربعاء 28 سبتمبر، لليوم الخامس على التوالي، مواقع ومعسكرات الأحزاب الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق بصواريخ وطائرة انتحارية مسيرة.
خلال هذه الهجمات، استهدف الحرس الثوري الإيراني مدرسة وأصيب وقُتل عدد من المدنيين.
وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة الصحة في إقليم كردستان عن حالة التأهب بجميع المستشفيات.
لكن الجولة الجديدة من الهجمات التي تشنها إيران على مواقع الأحزاب الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق، بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات في إيران، أسفرت أيضًا عن ردود فعل قوية أخرى.
وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفن دوجاريك، إن هذه المنظمة تتابع أحداث إقليم كردستان بقلق، وتطالب باحترام سيادة وسلامة الأراضي العراقية.
وندد مكتب الأمم المتحدة في العراق المعروف باسم “يونامي”، يوم الأربعاء، بهجمات الحرس الثوري الإيراني، يوم الثلاثاء، وطالب إيران بوقف هجماتها على إقليم كردستان العراق.
كما أعلن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جاك سوليفان، في بيان أن واشنطن تدين الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي يشنها الحرس الثوري الإيراني على أراضي إقليم كردستان العراق، وتقف إلى جانب إقليم كردستان والعراق في إدانة هذه الهجمات ضد الحكومة العراقية وشعبها.
تحذيرات أميركية
ومع ذلك، أصدرت القنصلية الأميركية في أربيل إنذارًا أمنيًا وقالت إنها لا تستطيع أن تؤكد على وجه اليقين ما إذا كانت الهجمات قد انتهت أم لا.
وطالبت هذه القنصلية المواطنين الأميركيين بعدم السفر إلى المنطقة لاحتمال وقوع هجمات إرهابية، وعمليات خطف ونزاعات مسلحة.
وبحسب المعلومات التي تلقتها “إيران إنترناشيونال”، فإن أحد الذين قُتلوا في الهجوم صاروخي والطائرات المسيرة للحرس الثوري الإيراني على مواقع ومعسكرات الأحزاب الكردية الإيرانية في إقليم كوردستان، يوم الأربعاء، هو مواطن أميركي يُدعى “عمر محمود زاده”، لكن الناطق باسم الخارجية الأميركية أعرب عن عدم علمه بهذا الأمر.