أشارت الرئاسة الأوكرانية، السبت، إلى أن الانفجار الذي خلف أضرارا في جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة، هو نتيجة “نضال داخلي” في أوساط الحكم في موسكو، لافتة إلى “ضلوع روسي” في ما حصل.
وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تعليق نشرته الرئاسة “من الملائم أن نلاحظ أن الشاحنة التي انفجرت، وفق كل المؤشرات، دخلت الجسر من الجانب الروسي. إذن، ينبغي البحث عن الأجوبة في روسيا، كل ذلك يشير بوضوح إلى ضلوع روسي”.
وقبل ذلك أفاد مسؤول حكومي أوكراني لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، السبت، بأن بلاده هي المسؤولة عن الهجوم الذي استهدف الجسر الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم المحتلة من قبل موسكو.
وذكر المسؤول، الذي يتم الكشف عن هويته، إن قوة من “الخدمات الخاصة الأوكرانية كانت وراء الهجوم على الجسر”.
وأشارت الصحيفة إلى أن موقع “Ukrainska Pravda” الإخباري كان أول من كشف عن وجود صلة للحكومة الأوكرانية بالهجوم.
ونقل الموقع عن مسؤول في إنفاذ القانون لم يكشف عن هويته القول إن جهاز الأمن الأوكراني (الأمن العام) يقف خلف الهجوم على الجسر.
ونشر رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف مقطعا مصورا للجسر المحترق على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب مقطع مصور لمارلين مونرو وهي تغني “عيد ميلاد سعيد، سيدي الرئيس” في إشارة منه إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي احتفل بعيد ميلاده السعبين أمس الجمعة.
ونشر مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك رسالة على تويتر في وقت سابق قال فيها إن هذا الحادث مجرد “بداية”، لكنه لم يقل إن القوات الأوكرانية مسؤولة عن الانفجار.
وأضاف, “يجب تدمير كل شيء غير قانوني، ويجب إعادة كل ما سُرق إلى أوكرانيا، ويجب طرد الروس من كل (منطقة) احتلوها”.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، وافتتح بوتين الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا وبكلفة أربعة مليارات دولار ويربطها بشبكة النقل الروسية في احتفال كبير بعد ذلك بأربع سنوات.
ويمثل الجسر الآن طريق إمداد مهم للقوات الروسية التي سيطرت على معظم منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، كما يمثل أهمية لميناء سيفاستوبول الذي قاله حاكمه لسكان المنطقة “التزموا بالهدوء. لا داعي للذعر”.
وأكدت الصحيفة أن الجسر هو الطريق الوحيد المباشر لشبه جزيرة القرم من البر الرئيسي لروسيا، مضيفة أن الهجوم سيؤثر على قدرة روسيا في تعزيز وإعادة إمداد قواتها بينما تواصل أوكرانيا شن هجوم مضاد لاستعادة الأراضي المحتلة في منطقة خيرسون الجنوبية.
وجاء الهجوم في وقت تعاني فيه روسيا من عدة هزائم في ساحة المعركة مما يضعف على الأرجح من قوة رسائل الطمأنة من الكرملين للمواطنين الروس بأن الصراع يمضي وفق ما هو مخطط له.
ووصفت “واشنطن بوست” الهجوم بأنه يمثل “ضربة صادمة” لطموحات بوتين الرامية للسيطرة على أوكرانيا.
ولفتت إلى أنه في حال تأكد وقوف أوكرانيا خلف استهداف الجسر فإنه سيكون الهجوم “الأكثر إثارة للذهول” الذي تشنه كييف ضد موسكو.
وقالت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب على مواقع التواصل الاجتماعي إن الانفجار “وقع في الساعة 06:07 صباحا بالتوقيت المحلي (03:07 بتوقيت جرينتش) في شاحنة نقل وتسبب في اشتعال النار في سبع عربات لنقل الوقود في قطار متجه إلى شبه الجزيرة”.
وأضافت أن قسمين من الجسر البري انهارا جزئيا، لكن الممر المائي عبر مضيق كيرتش، والذي تنتقل من خلاله السفن بين البحر الأسود وبحر آزوف، لم يتضرر.
وأظهرت صور نشرتها لجنة التحقيق الروسية تدمير نصف الطريق في حين ما زال النصف الآخر متماسكا لكنه متصدع. وأظهرت صور دخانا كثيفا يتصاعد من جزء من الجسر.