–
أدى رفض التلميذات المشاركة في مسيرة حكومية إلى اعتداء عناصر الأمن بزي مدني على مدرسة “شهيد راني الثانوية للبنات” في أردبيل، شمال غربي إيران، وقد أصيب عدد من التلميذات بجروح، ووردت أنباء عن وفاة إحدى الفتيات نتيجة الهجوم.
وبحسب رواية والدي إحدى تلميذات مدرسة أردبيل الثانوية للبنات، والتي تم إرسالها إلى “إيران إنترناشيونال”، فقد تم نقل تلميذات هذه المدرسة رغماً عنهن للمشاركة في مسيرة حكومية يوم الأربعاء 13 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن المعلمات والتلميذات هتفن: “الموت للديكتاتور”.
وأضاف التقرير، أنه تم الاعتداء على تلميذات مدرسة “شهيد راني نظام” في أردبيل لإجبارهن على المشاركة في مراسم نشيد “مرحبا أيها القائد” بالقوة.
وذكرت التقارير التي تلقتها “إيران إنترناشيونال”، أنه إضافة إلى وفاة إحدى التلميذات، والتي أعلنت بعض المصادر المحلية أن اسمها “آيتك”، فما زالت تلميذة أخرى في المستشفى بسبب تدهور حالتها.
وفي الساعات القليلة الماضية ومع تشكيل موجة من ردود الفعل العامة على نبأ مقتل تلميذة في هجوم قوات الأمن على ثانوية شهيد راني نظام، أعلن المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين عن المتابعة والتحقيق في مقتل هذه الطفلة.
وأكد المجلس أن كل الأخبار المتعلقة باعتداء القوات الأمنية على هذه المدرسة “صحيحة تماما”، ووصف المجلس هذا الحادث بأنه استمرار لعملية الهجمات التي تشنها القوات الأمنية على مختلف المدارس في أنحاء البلاد في الأسابيع الماضية.
وجاء في جزء آخر من بيان المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين: “هذه الهجمات غير القانونية هي مرحلة جديدة من سياسات النظام القمعية ضد المدارس والتلاميذ والمعلمين. ويطالب هذا المجلس النظام بوقف هذه التصرفات القمعية والاستماع إلى أصوات التلاميذ والمواطنين”.
ويأتي نبأ الاعتداء على ثانوية شهيد راني نظام في أردبيل ومقتل إحدى التلميذات، إلى جانب الأنباء عن هجوم قوات الأمن الإيرانية على المدارس وإطلاق الغاز المسيل للدموع على مدرسة ابتدائية واعتقال التلاميذ المحتجين، في حين قال المرشد علي خامنئي في خطابه يوم أمس الجمعة 14 أكتوبر (تشرين الأول) بين المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلامية: “في زماننا، داعش لا تشفق حتى على مدارس الأطفال. يفجرون مدارس البنات ومدارس البنين”.
وقال أيضا إن أعداء الجمهورية الإسلامية انزعجوا من تأثير نشيد “مرحبا أيها القائد” في أوساط “عشرات الملايين من الشباب في جميع أنحاء المنطقة والعالم” ولهذا سعوا إلى “إحداث فوضى في بداية افتتاح المدارس”.
وكان المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين قد أعلن، في وقت سابق، أنه خلال هجوم أفراد يرتدون ملابس مدنية على مدرسة ثانوية للبنات في أردبيل، توفيت تلميذة بسبب نزيف داخلي في مستشفى فاطمي، لكنه لاحقًا أزال خبر وفاة إحدى التلميذات وأعلن عبر قنوات اتصاله أنه فيما يتعلق بهذه القصة، فإنهم يتابعون ويتحققون من صحة هذا الخبر.
وقال هذا المجلس: “من الضروري التأكيد على أن جميع الأخبار الأخرى المتعلقة باعتداء قوات الأمن على هذه المدرسة صحيحة تمامًا، لكن المجلس لم يتمكن بعد من تأكيد أو نفي نبأ وفاة هذه التلميذة بسبب وجود مصادر إخبارية مختلفة”.
من جهة أخرى، نفى مدير عام الأمن وإنفاذ القانون بمحافظة أردبيل ومدير عام التربية والتعليم بهذه المحافظة نبأ مقتل هذه التلميذة.
وقال المدير العام للتعليم، إن التلميذات عدن إلى مدرستهن “بهدوء” بعد التجمع الحكومي يوم الأربعاء الماضي.
وتتواصل الجهود لقمع الاحتجاجات، والمواجهات العنيفة مع الطلاب بينما نشرت منظمة العفو الدولية، في تقريرها الأخير عن قمع الاحتجاجات التي عمت أرجاء إيران، أسماء 23 طفلاً قتلوا في الاحتجاجات، وأعلنت أن “ثمن الإفلات المنهجي” لسلطات الجمهورية الإسلامية من العقاب يُدفع من أرواح المواطنين، بما في ذلك الأطفال”.
ووفقًا لهذا التقرير، فقد قُتل في هذه الاحتجاجات 20 فتى تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عامًا و3 فتيات تتراوح أعمارهن بين 16 و17 عامًا.
وأعلنت منظمة العفو الدولية أن معظم هؤلاء الأطفال قتلوا بطلقات نارية وأربعة منهم نتيجة الضرب المبرح الذي تعرضوا له.
وبحسب هذه الإحصائيات، قُتل 10 أطفال في محافظة بلوشستان، و5 أطفال في طهران، و4 أطفال في أذربيجان الغربية، وطفل واحد في كل من محافظات البرز، وكرمانشاه وكوهكيلويه وبوير أحمد، وزنجان.
هذا ودعت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، هبة مرايف، مرة أخرى، إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وإصدار قرار بإنشاء آلية دولية مستقلة لمحاسبة سلطات النظام الإيراني.
وقالت إن ثمن “الإفلات المنهجي لمنتهكي حقوق الإنسان في إيران يتم دفعه من أرواح البشر، بمن فيهم الأطفال”.
من ناحية أخرى، مع ذروة انتفاضة الشعب الإيراني على مستوى البلاد، وإرهاق ونقص القوات الكافية لقمع الاحتجاجات في إيران، تم نشر صور أطفال ومراهقين يرتدون ملابس مكافحة الشغب من الباسيج والحرس الثوري على مواقع التواصل الاجتماعي مما أثار حفيظة العديد من المستخدمين.