أن يتساقط المطر فجأة على رأسك بعد الترسيم

بقلم غسان صليبي

أن يتساقط مطر الخريف
فجأة
على رأسك،
بعد كل هذا التركيز
في الفكر والإعلام والنقاشات،
على الحدود والثروة والترسيم
والغاز والبترول
ومصالح الدول
والمصالح الشخصية
لأركان السلطة.

أن يتساقط المطر
فجأة
على رأسك
المهموم
بالمصلحة الوطنية
التي جرى التفريط بها،
فيغسل ما فيه،
فتعيد اكتشاف
أن المطر مصنوع من الماء
الذي يملؤ البحر
حيث يختبئ
الغاز والبترول
والثروة.

أن يتساقط المطر
فجأة
على رأسك
ويغسل ما فيه،
فيعود إلى ذاكرتك
أن الحدود،
الحدود كافة
في جميع البلدان،
هي احتلال بالقوة
لأراضٍ
كانت في الأصل مشاع.

أن يتساقط المطر
فجأة
على رأسك
ويغسل ما فيه،
فتنتبه من جديد
أن ما يسمونه
ثروة
من ماء وغاز وما شابه،
هو مادة طبيعية
أهدتها الأرض
بيابستها وبحرها
لجميع البشر،
ولم يصبح اسمها
ثروة
الا بعد أن تقاسموها
بالقوة.

أن يتساقط المطر
فجأة
على رأسك
وعلى رأس غيرك،
دون أن يعترف لا بحدود
ولا بترسيم،
بل يرسم على وجهك
ابتسامة،
كان بودها
لولا عوز اللبنانيين،
أن تسخر
من الحدود
والثروة
والغاز والبترول.

اخترنا لك