في ظل الوضع السياسي والعسكري الراهن في لبنان، حيث يسيطر الثنائي على التمثيل السياسي للطائفة الشيعية، تبرز أهمية وجود معادلة شيعية ثالثة قادرة على كسر هيمنة هذا الثنائي وتقديم خيار بديل يلبي تطلعات شريحة واسعة من الشيعة اللبنانيين وخاصة الشباب منهم الذين يطمحون للتغيير والاندماج الفعلي في مؤسسات الدولة بعيداً عن النفوذ الخارجي.
ظهور قوة شيعية ثالثة سيساهم في كسر الاحتكار السياسي الحالي وتقديم صوت جديد يمثل التنوع الفكري والاجتماعي بين أبناء الطائفة. كما سيعطي مجالاً أوسع للشباب والمثقفين الذين يرغبون في تقديم طروحات إصلاحية تهدف إلى تحسين أوضاع المجتمع الشيعي بعيداً عن الأجندات الإقليمية.
وجود قوة ثالثة بديلة سيعزز انخراط الشيعة في مؤسسات الدولة اللبنانية، بدلاً من الانخراط في خيارات سياسية ذات طابع عسكري أو ارتباط خارجي. هذا التوجه سيعيد الثقة بين الدولة اللبنانية والطائفة الشيعية، ويضع الشيعة في موقع الشريك الأساسي في صنع القرار الوطني، لا مجرد تابع لخدمة أجندات حزبية وإقليمية.
تمكن قوة شيعية ثالثة من تقديم خطاب سياسي مستقل ومتمايز عن الثنائي، مما قد يؤدي إلى تحجيم تأثير الدور الايراني في الطائفة الشيعية. هذه الاستقلالية ستخلق توازناً جديداً وتعيد لشيعة لبنان دورهم الوطني بدل أن يُنظر إليهم كأداة في خدمة المشروع الإيراني.
وجود معادلة شيعية ثالثة قد يسهم في تعزيز السلم الأهلي، إذ سيقلل من الاحتقان بين الطوائف والأطراف السياسية. فهي ستلعب دوراً في توحيد الجهود نحو إعادة بناء الدولة ومؤسساتها بما يخدم مصلحة جميع اللبنانيين، وبالتالي التخفيف من حدة الصراعات الداخلية.
يمكن للقوى الشبابية والمستقلة داخل الطائفة الشيعية أن تعمل على بناء قيادات جديدة تسعى إلى التغيير من داخل مؤسسات الدولة، وتعزز الانخراط الفعلي في المؤسسات الحكومية بعيداً عن الحصار السياسي المفروض عليها حاليأ.
يمكن أن تقوم هذه القوى الشبابية البديلة بخلق تيار شعبي جديد ينادي بالإصلاح والشفافية ويدعم المشاريع الوطنية بدل الخطط الطائفية الضيقة، مما يزيد من اندماج الشيعة في جهود إعادة بناء لبنان.
والتركيز على القضايا التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر، مثل الاقتصاد والتعليم والصحة،ويساهم في تحويل الاهتمام من الخطاب السياسي الضيق والشعارات التي لم ينفذ منها شيئ إلى قضايا التنمية والإصلاح. هذا سيقرب الشيعة من باقي الطوائف ويعيد لهم دورهم في خدمة الصالح العام.
باختصار، فإن وجود معادلة شيعية ثالثة في لبنان سيكون خطوة ضرورية نحو تفعيل الدور الوطني للطائفة الشيعية بعيداً عن التجاذبات الإقليمية.لاسيما الاجرام الاسرائلي والخبث الايراتي.