قمّة الرياض : 57 دولة لدعم لبنان

كتب طوني بولس

رغم اشتداد وتيرة الصراع بين “حزب اللّه” وإسرائيل، يبدو أن “القمة العربية – الإسلامية” المرتقبة في الرياض لبحث تطوّرات الأوضاع في لبنان وقطاع غزة، تشكّل فرصة دبلوماسية مصيرية للخروج من دائرة تصاعد العنف، علماً أنّ هذه القمّة تُمثّل امتداداً “للقمة العربية الإسلامية المشتركة” التي عُقدت في الرياض في 11 تشرين الثاني 2023.

في هذا الإطار، يشير مصدر دبلوماسي عربي إلى أنّ القمة التي ستنعقد الإثنين، ستؤكد بمشاركة 57 دولة عربية وإسلامية وحضور ممثلين عن المنظمات الدولية والدول الفاعلة، ضرورة تطبيق الدستور والقرارات الدولية، لافتاً إلى أنّ القمة، التي تنعقد في ظروف عصيبة، تشكّل محطة يمكن أن تكون لها تأثيراتها على مسار المواجهات العسكرية الدائرة.

وأوضح أن هذه القمّة ستطرح بوضوح في بيانها الوزاري التزام الدول الأعضاء بما فيها إيران بدعم لبنان في تطبيق القرارات الدولية وبنود اتفاق الطائف ومن ضمنها بسط سلطة الدولة على جميع أراضيها، والتشديد على “ضرورة انتخاب رئيس للبلاد يلتزم مقرّرات الشرعيتين العربية والدولية وفق ما نصّ عليه الدستور اللبناني”.

وكشف أنّ مواصفات الرئيس الذي يلبّي طموحات اللبنانيين، واضحة في بيان اللجنة الخماسية العربية – الدولية التي عقدت في الدوحة في 17 تمّوز 2022، الأمر الذي سيفتح باب التعاون العربي والدولي للعمل مع الرئيس اللبناني المقبل لترسيخ استقرار البلاد، والعمل على دعم إعادة الإعمار ووضع برنامج إنقاذ اقتصادي.

وتشير معلومات إلى أن سفراء عرباً وأجانب، ينقلون للسياسيين بشكل واضح أن الأمور تبدّلت تجاه لبنان، وأن استمرار سيطرة الميليشيات واستباحة الدولة والإضرار بالاستقرار الإقليمي انطلاقاً من الأراضي اللبنانية لا تغاضي عنه، وأن هناك شروطاً لإعادة إعمار لبنان، تبدأ بانتخاب رئيس وطني غير متورّط بفساد سياسي ومالي، وتشكيل حكومة إصلاحية، والشروع في إصلاحات بنيوية.

الطائف بدل الـ1559

في المقابل، تشير أوساط مواكبة للوفد اللبناني الذي يشارك في القمة، إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، سيتطرّق إلى ضرورة دعم لبنان بوقف إطلاق النار وفقاً للقرار الدولي 1701 من دون التطرق للقرارات 1559 – 1680، إنما سيشير إلى اتفاق الطائف الذي برأيه يتكامل مع القرارات الدولية من دون استفزاز “حزب اللّه”.

وبحسب المعلومات، سيتطرّق ميقاتي إلى موضوع النزوح والذي لا تستطيع الدولة تحمّله، لا سيّما أن لبنان يعاني من أزمة النازحين السوريين، إذ سيؤكّد في كلمته ضرورة العمل مع لبنان وسوريا على إعادتهم إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن، حيث باتت سوريا آمنة مقارنة مع الوضع في لبنان.

وقف إطلاق النار

من جانبه، أوضح سفير مصر لدى لبنان علاء موسى، أن بلاده ستكرّر وقوفها إلى جانب لبنان والمطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، كاشفاً أن “سفراء اللجنة الخماسية لن يشاركوا في القمة، إنما سيتمّ إيصال صوتهم بالتشديد على وقف الحرب، وبذل الجهود لانتخاب رئيس للجمهورية بالتوازي مع عملية وقف النار”.

ويرى أنّ انتخاب الرئيس سيكون باباً لانتظام الحياة السياسية والمؤسساتية، عبر تشكيل حكومة وملء الشواغر في جميع مؤسسات الدولة، مؤكداً أن مصر ستطالب أيضاً المجتمعين ببذل كل ما هو ممكن على صعيد المساعدة الإنسانية.

وكانت المملكة العربية السعودية قد استضافت قمة عربية – إسلامية غير عادية، صدر عنها بيان ختامي أدان فيه المشاركون “العدوان الإسرائيلي على غزة وكسر الحصار عليها وفرض إدخال مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية”.

اخترنا لك