أهكذا يُكافأ نصرالله منكم….؟

كتبت الإعلامية ساميا خداج

منذ طوفان الاقصى، بالتوقيت الايراني، ونحن نحذّر من هذا الزلزال الديمغرافي العالمي دفاعا عن لبنان وحق اللبنانيين في الحياد عن صراعات المنطقة بعد تاريخ حافل من الصراعات التي فُرضت عليهم من عرفات للاسد الاب والابن وصولا للخامنئي…

اخطأ امين عام حزبالله السيد نصرالله يوم خاطب بيئته الحاضنة عن وحدة ساحات بمعلومات منقوصة، فالذي كان يعلم ان وحدة الساحات ليست الا امتداد و كوريدور ايراني مفخّخ خدمة لمشروع ايران التوسعي في المنطقة، ثمل من شعارات النصر الوهمي والمكابرة والاستقواء على الداخل اللبناني واكذوبة انتصار ليست الا انتحار فكان الرأس الذي ايعن وحان قطافه بتوقيت الخامنئي وغارة اسرائيلية.

عامٌ واكثر ولبنان عالق بين تفكك الساحات، تعطيل الكوريدور الايراني المفخخ بالمنطقة، وبين جدار صوت وغارة واغتيال وتحذير واخلاء وضحايا ونازحين ومشرّدين ومخازن متفجّرة وانفاق مظلمة وعودة احتلال وابادة مناطق ومافيا لبنانية مسيّرة من طهران على حساب كل لبنان.

لسنوات كان حزب الله الحامي لمافيا الفساد اللبنانية. فالسلاح يغطي الفساد والصفقات، والصفقات تغض النظر عن تخزين السلاح بين المدنيين، والمدنيين غافلين عن التهريب عبر الحدود المشرّعة للفلتان، والفلتان عبّد انفاق وطرقات مرور شاحنات السلاح، والسلاح استقوى على القضاء حتى سلب قرار الحرب والسلم.

يبدو ان مافيا الفساد اللبنانية ثملت ايضا من شعارات أُطلِقت لتعبئة بيئة حزبالله نفسيا، فكذبت الكذبة وصدقت اكاذيبها حول مقاومة سقطت يوم اعيد احتلال الجنوب اللبناني، وكرامة انتُهِكت يوم بايعوا الخامنئي القرار اللبناني، وانتصار انتحر في ميدان يُباد، وحماية اغتيلت عند تهجير شيعة لبنان للعراق، ووطن بات قنبلة موقوتة بتفجير السلاح المفخخ بالمواطنين على ايدي اسرائيل رافضين تسليمه للجيش اللبناني!

فإلى نجيب ميقاتي المحترم، للذي بايع ايران قرار الحرب

يعلم نجيب ميقاتي، وتعلمون، انه لولا تخلّي ايران عن حزبالله لما اغتيل نصرالله، ولا تفجرّت البيجرز، ولا استمر دمار الهيكل حتى اللحظة في لبنان فداءً لأمن ايران ومشروعها النووي…وها هو بين استقبال ايراني من هنا ومرشد ايراني من هناك.

انتظرنا موقف الميقاتي في القمة العربية الاسلامية، ظنّاً منا بوصول المساعدات من الدول العربية ورغم عبثية توزيعها بين المافيا، انه آن الاوان لرد الجميل لمن كان يحميهم من المحاسبة تارّة بعرقلة عدالة من هنا..وتدقيق جنائي مالي من هناك..وقبع قاضي وافشال انتفاضة شعب، الا ان تبيّن ان خسائر المليارات اهم بكثير من خسارتهم لنصرالله.

كان الاجدر لو ادان الميقاتي نظام ايران بخيانة نصرالله الذي حارب دفاعا عنهم في العراق واليمن وسوريا وغزة ولبنان، كان الاجدر لو طالب بمحاسبة خامنئي واتهامه بتقديم نصرالله ضحية للاسرائيلي، كان الاجدر لو طالب بقطع العلاقات مع دولة لا تقل اجراما عن اسرائيل، كان الاجدر لو طالب باقفال السفارة الايرانية في لبنان وطرد السفير المصاب بالبيجرز وترحيل طاقم العمل، لا دفاعا عن لبنان بل ردّ جميل لسيدهم وحاميهم من العقاب.

وحتى اللحظة، وبدل الاستمرار في الانتحار ونحر لبنان وبيئة حزبالله، يستقبل الميقاتي كبير مرشدي الخامنئي علي لاريجاني، مبايعا مصير لبنان ومصير شعب يدفع ثمن عبثيتهم دما ودمارا وترحيلا ومبايعا دماء من اخطأ بمناداة امثالهم اشرف الناس حين خوّن كل من حذره من الانتحار، بابتسامة مسؤول لا مسؤول..بل خائن!

وفي حين يبقى لبناننا عالق بين اجرام إسرائيل واجرام نظام ايران العقائدي، وبينما نستحق ان نعلق مشانق الكل دون استثناء احدا منكم احدا، يبقى سؤال واحد لا غير : أهكذا يُكافأ نصرالله منكم….؟

اخترنا لك