“حزب الله” و “إسرائيل” يلتقيان على أخذ الديبلوماسية رهينة… الإنضاج الميداني قبل التفاوض !
هل يمكن ضمان الضمانات المضادة المطلوبة من الجانبين للسير في المبادرة الأميركية لوقف الحرب في لبنان ؟
بقلم سمير سكاف – كاتب ومحلل سياسي
“الإنضاج الميداني” هو المدخل الوحيد المطروح حالياً قبل الديبلوماسية. وهو مزيد من النار والتدمير قبل التفاوض.
لا يلتقي حزب الله مع اسرائيل حالياً سوى في الميدان، وعلى الخطوط الأمامية، في قرى “الحافة”. وليس هناك أي تماس آخر حتى في أفكار الحل الديبلوماسي.
اسرائيل مستمرة بالاغتيالات مع اغتيالها اليوم المسؤول الاعلامي في حزب الله محمد عفيف. وهي من وسائلها الأساسية للضغط بالنار، بالإضافة الى التدمير الهائل في الضاحية الجنوبية وباقي المناطق في بعلبك وصور والمناطق الحدودية.
من 1701 + الى 1701 – المسافة بعيدة جداً. وقد لا يتمّ تقصير ما يفرقهما بتفاصيل يكمن فيها “وكر” و”مسيّرات من الشياطين”!
أمن اسرائيلي في جنوب الليطاني بعد انسحاب مقاتلي وسلاح حزب الله منه! هذا هو شرط الحكومة الاسرائيلية لوقف النار! وهو ما يرفضه بالتأكيد حزب الله !
لن تتنازل اسرائيل، حتى الآن عن شرطها للتدخل العسكري المباشر في لبنان ساعة ما تشاء لضرب أي عودة ممكنة لمقاتلي وسلاح حزب الله لمنطقة جنوب الليطاني بعد انسحابه.
ولا تجد الحكومة الاسرائيلية أي ضمانة لذلك لا بانتشار الجيش اللبناني ولا بتطبيق القرار 1701 من قبل اليونيفيل. فهما برأيها عاجزان عن تأمينه، بدليل التجربة منذ ما بعد حرب تموز 2006 وحتى عملية 7 أكتوبر، وما بعدها.
حزب الله يريد ضمانة من جانبه بعدم تدخل اسرائيل عسكرياً مستقبلاً بعد انسحابه. وهو من المرجح أنه لن يحصل على ذلك.
وكذلك، فإن اسرائيل تشترط لجنة مراقبة على الحل المطلوب. والمشكلة هي في تشكيلها، وفي من سوف تضم اللجنة!
فالمطلوب من الجانب الاسرائيلي وحتى من الجانب الأميركي لجنة “قوية” قادرة على “لجم” حزب الله، أي لجنة أميركية، بريطانية، فرنسية… وليس لجنة سلام نروجية، سويدية… على سبيل المثال. وحزب الله غير موافق بالتأكيد.
لم يحدد الأمين العام الجديد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ولو بكلمة، ما يريده بوضوح في خطاباته من تطبيق القرار 1701. فكل ما يُنقل عن حزب الله يأتي نقلاً عن لسان الرئيس نبيه بري. في حين كان قد أوضح شخصياً بعدم ثقته بالقرارات الأممية وبفاعليتها.
المعركة العسكرية غير متكافئة، على الرغم من صمود مقاتلي حزب الله. الجيش الاسرائيلي يدخل ويخرج الى معظم القرى الحدودية. يفجرها ويخرج.
ولكن خطوط التوسع في التوغل تزداد في الخيام وشمع وطلوسة وغيرها…
ومن غير المنتظر أن تتوقف العمليات البرية ولا التوصل الى وقف النار قبل استلام الرئيس الأميركي “الجديد” دونالد ترامب في 20 كانون الثاني/يناير المقبل.
ولذلك، ما يزال الميدان هو الفيصل. وما يزال الاحتكاك بين خطوط ال + وال – يولد تياراً نارياً يلف لبنان ويلسع حيفا لوقت غير محدد! وكل “أوهام” وقف النار… هي مؤجلة! والى أجل غير محدد !