بقلم وفيق الهواري
ليل الاثنين 23 أيلول 2024، اُفتتحت متوسطة عبرا الرسمية المختلطة لتكون مركز إيواء لأهلنا الوافدين من الجنوب، واشرفت على إدخال الأهالي لجنة منهم، بالتعاون مع بلدية عبرا والتنسيق مع وحدة ادارة الكوارث في محافظة الجنوب.
واستلمت جمعية سما للتنمية، وهي جمعية عضو في تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا، مهمة الإشراف على المركز في صباح الثلاثاء 24 أيلول 2024.
تقول ناشطة من جمعية سما للتنمية:” اول خطوة قمنا بها هي تسجيل العائلات الوافدة والحصول على معلومات عن أوضاع افرادها في جميع المجالات، أوضاع كبار السن، الاطفال، النساء الحوامل وذوي الاعاقة.
ولما كنا مضطرين لإسكان اكثر من عائلة في غرفة واحدة، لذا حاولنا إسكان الأقرباء مع بعضهم البعض تلافياً لحصول مشكلات ونزاعات.
واليوم نستقبل 94 عائلة تضم 353 أشخاص يستعملون 37 غرفة من غرف المدرسة”.
الوضع الغذائي
توضح الناشطة:” يتم تأمين المواد الغذائية من جمعيات دولية واخرى محلية، بالإضافة لما ترسله وحدة ادارة الكوارث في محافظة الجنوب ووزارة الشؤون الاجتماعية. كما تقدم احدى الجهات المحلية حصة غذائية وحصة نظافة كل اسبوعين وتوزع على جميع العائلات.
واحب ان أشير هنا ان جمعيات مختلفة مثل انت كريم وشباب شرحبيل، ومبادرات فردية من اهالي بلدة عبرا تؤمن وجبات الفطور بين الحين والآخر واحيانا نوزع على العائلات معلبات غذائية.
اما وجبات الغداء فيتم تأمينها من مطبخ الرحمة، جمعية انت كريم، جمعية بادري، مطبخ عبد المنعم، وفرسان مالطا، كما تقدم منظمة DCA وجبات غداء عبر محافظة الجنوب، التي تؤمن عشاء خفيفاً يومياً كما ان منظمة SPHERE قد امنت وجبات عشاء عدة مرات”.
الوضع الصحي
تزور العيادة المتنقلة لمؤسسة الحريري مركز الإيواء مرتين اسبوعياً لإجراء كشف صحي وإعطاء الادوية المتوفرة، كما تم مؤخراً تأمين لقاحات، وتضيف الناشطة:” وهناك ادوية لأمراض معينة يجري الطلب من المريض التوجه إلى مركز الحريري الطبي لاستلامها، كما زارت جمعية مدرار المركز مرتين واجرت كشفاً صحياً وامنت ادوية لذوي الأمراض المزمنة”.
وعند السؤال عن الاستشفاء واذا كان المرضى يواجهون مشكلة بذلك؟ تصمت الناشطة لحظات ثم تجيب:” المستشفى الحكومي في صيدا لا يقدم الخدمات المطلوبة، وتصر إدارته على استيفاء بدل مالي معين او تنفي وجود الخدمة الموجودة”.
واستطاعت الجمعية المشرفة على المركز تامين كرسي دواليب لاحد المعوقين عن طريق الإغاثة الأولية، في حين تهتم طبيبة نسائية في مؤسسة الحريري بالنساء الحوامل.
البنى التحتية
تستفيد العائلات الوافدة من المياه التي تصل الى المدرسة، وفي حال انقطاعها، تقول الناشطة:” ابلغتنا البلدية بوجود بءر ماء في البلدة يمكن ان نتزود منه ولكن تبقى مشكلة تحويل المياه، كما ان منظمة العمل ضد الجوع أحضرت خزان مياه ليكون مورد إضافي، واحب ان اذكر ان نادي ROTARY قد أمن فلاتر مياه للشرب، في حين ان الإغاثة الأولية اجرت صيانة للحمامات واحضرت دوشات وسخانات للمياه”.
وتشير الناشطة الى ان المركز يعتمد على التيار الكهربائي الرسمي، الذي لا يؤمن التغطية المطلوبة، وتضيف:” وهناك اشتراك بالتيار الكهربائي بمبادرة فردية، لكنه لا يكفي. وفي المدرسة مولد كهربائي لكنه بحاجة الى مازوت واذا تم تأمين المازوت فيمكن تشغيل شبكة التدفئة المركزية والمياه الساخنة للاستحمام صباحاً ومساءً.
الأنشطة الاجتماعية
خلال الفترة الماضية نظمت جمعية سما للتنمية نشاطاً متنوعاً للأطفال والنساء تضمن ايضاً عرض المشكلات وبرامج الحماية، وستبدأ الاسبوع القادم بنشاط يستهدف الرجال ايضاً. وتسلط الناشطة الضوء على نشاط يطال النساء تقوم به جمعية المواساة وكذلك نشاط اخر بمبادرة نسائية من نساء مجدليون.
وتضيف :” يمكن ملاحظة ان عدد الشباب قليل مقارنة مع كبار السن الذين يمثلون اكثرية الحضور، وقد نظمنا جلسة مع كل الرجال في كل طابق من الطوابق الثلاثة، كذلك جلسة مع كل النساء في كل طابق بهدف بناء علاقات سوية مع الجميع”.
لقد قسمت الجمعية كل طابق الى قسمين، وتم تحديد مندوب عن كل قسم ليكون صلة الوصل بين الجمعية والاهالي ويكونوا لجنة من الأهالي لمتابعة أوضاع الوافدين.
وتزيد الناشطة:” لقد تم تأمين معالجة نفس إجتماعية من خلال SMC، كما تستعين الجمعية بعدد من المعالجين من الإغاثة الأولية، كما تعمل الجمعية على تدريب مجموعة على الريادة الاجتماعية حول تأسيس مشاريع صغيرة، كما تعاونا مع منظمة RIGHT TO PLAY لتدريب فريق عمل يساعد على بناء مساحات عامة”.
وحول العلاقة مع الادارات الرسمية، توضح الناشطة بالقول:” اننا نتعاون مع ادارة المدرسة في كل شيء، وننسق مع بلدية عبرا حول كل الأمور التي تهم الناس الوافدين، والبلدية تبدي اهتماماً مميزاً بذلك”.
وتختم الناشطة:” اننا نقوم بكل هذه الأمور لاننا نلحظ القلق الداخلي عند الجميع، والخوف من المستقبل، كما نلحظ ان الاطفال يواجهون مشكلة بالنوم”.
وفي جولة في المركز كان هناك سؤال واحد: ماذا تريدون؟ وكان الجواب واحداً ايضاً: العودة الى منازلنا وأراضينا.