بقلم وفيق الهواري
معظم الجمعيات المنضمة الى تجمع المؤسسات الأهلية انخرطت في العمل التطوعي خدمة لأهلنا الوافدين من الجنوب منذ بداية النزوح الكبير يوم الاثنين 23 أيلول 2024. وحاولت كل جمعية المساهمة بدور ما في عملية المساعدة من خلال عملها التخصصي والمشاركة بالشأن العام.
من هذه الجمعيات، جمعية التضامن والتنمية المستمرة بعملها التخصصي من جهة والمساهمة بالعمل العام لتجمع المؤسسات الأهلية من جهة ثانية.
تقول رئيسة الجمعية جمال شعيب: “انخرطت جمعية التضامن والتنمية في العمل مع النازحين منذ صباح الثلاثاء 24 أيلول 2024، عبر مشاركتها في لجنة الاستقبال المنبثقة عن تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا.
وقد تمركزت أعمال اللجنة في مقر البلدية حيث استُقبل النازحون، وتم تسجيلهم وتوزيعهم على مراكز الإيواء. استمرت مهام اللجنة لمدة عشرة أيام، ثم انتقل العمل إلى تسجيل النازحين في المنازل، عبر حضورهم إلى البلدية لتسجيل بياناتهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية.
ثم لاحقًا، تم اعتماد استمارة إلكترونية من قبل المحافظة لتسهيل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من النازحين”.
وعن توزيع العمل في تجمع المؤسسات الأهلية تشير شعيب: “من جهة اخرى تولّى تجمع المؤسسات تنظيم العمل وتوزيع المهام على لجان متخصصة: الصحية، التربوية، الاجتماعية، والتدريب والدعم النفسي، وتم تكليف جمعيتنا بإدارة اللجنة الاجتماعية”.
وتسلط شعيب الضوء على أبرز أعمال اللجنة الاجتماعية بالقول : ” نظمنا زيارات الى مراكز الإيواء برفقة ممثلين عن أمانة سر التجمع، لتحديد الاحتياجات داخل المراكز، دعم المتطوعين، والتواصل مع الجهات المحلية والدولية لحل المشكلات المتعلقة بالتجهيزات والصيانة.
كما قمنا بالتنسيق المستمر مع مسؤولي المراكز لتلبية الاحتياجات الطارئة وتأمين مستلزمات المنازل من مواد تموينية، فرش، أغطية، وملابس، بالتواصل مع الجمعيات التى تقدم هذه الخدمات.
وكان لنا تعاوناً واسعاً مع اللجان الصحية والتربوية لحل المشكلات التي تواجه النازحين في المراكز أو المنازل.
وساهمت اللجنة الاجتماعية في تنظيم حملة نظافة داخل وخارج مراكز الإيواء، بمشاركة النازحين والمتطوعين، وتأمين أدوات الحملة من قبل التجمع وبمشاركة عمال البلدية، مما لاقى صدى ايجابياً عند سكان المدينة”.
وتضيف شعيب : “قبل أزمة النزوح الحالية، عملت الجمعية مع ذوي الاحتياجات الخاصة بموجب عقد مع وزارة الشؤون الاجتماعية، إضافة إلى برنامج ثقافي اجتماعي بالتنسيق مع وزارة التربية، موجّه لطلاب المدارس الرسمية”.
وتجدر الإشارة إلى أن النزوح الحاصل لم يمنع الجمعية من متابعة عملها والذي تسلط شعيب الضوء عليه من خلال:
1. متابعة أهالي المستفيدين من برامج الجمعية في مناطق مختلفة من الجنوب، الذين نزحوا إلى صيدا وبيروت، وتقديم الدعم لهم عبر تحويلهم إلى الجهات المختصة لتلبية احتياجاتهم الصحية والاجتماعية، مع التركيز على توفير العلاجات والأدوية لذوي الاحتياجات الخاصة.
2. التواصل مع إدارات المدارس والمعلمين في منطقة النبطية لتنفيذ برنامج دعم نفسي مخصص للطلاب الذين نزحوا. يتضمن البرنامج أنشطة تعبيرية تُساعدهم على مواجهة مشاعر الخوف، انعدام الأمان، والغضب، مع دعم الأهل وتوجيههم إلى المراكز المتخصصة لتلبية احتياجاتهم”.
وتختم شعيب بالقول: “تعمل الجمعية بشكل مستمر على تعزيز استجابتها لتحديات النزوح وتلبية احتياجات المجتمع، مع مراعاة الخصوصية والمرونة في تقديم الخدمات”.
ان المشكلات الناتجة عن النزوح الكبير لم يمنع الجمعيات ذات الاختصاص من الاستمرار بعملها، ومن المشاركة في النشاط العام.
.