كتب محمود شعيب – كاتب وناشط سياسي
@Cho82247Chouaib
في لحظات الشدّة، يظهر المعدن الحقيقي للشعوب، وتتجلّى أسمى معاني الإنسانية والتآخي. باسمي الشخصي وباسم من أمثل من أبناء الجنوب اللبناني الذين عانوا ويلات النزوح وتركوا بيوتهم بحثاً عن الأمان، أتوجه بالشكر والامتنان من القلب إلى كل لبناني احتضن أخاه اللبناني النازح، وفتح بابه وتقاسم خبزه ودفء منزله.
لقد أظهرت هذه المحنة التي فرضتها الظروف الحرب القاسية أن لبنان، على اختلاف طوائفه وانتماءاته السياسية، قادر على أن يكون وطناً واحداً، أسرة واحدة، ونبضاً مشتركاً في وجه الصعاب. لقد أثبتم أن إنسانيتكم أكبر من كل الخلافات، وأن روح التضامن والمحبة تتغلب على كل التحديات.
إن ما قدمتموه لنا في تلك الأيام الصعبة ليس مجرد مأوى أو لقمة عيش، بل قدمتم دروساً في الكرامة والعطاء والتآزر. أنتم المثال الحيّ على أن الشعب اللبناني، رغم انقساماته السياسية والدينية، قادر على أن يكون واحداً عند الشدائد.
لذلك، من القلب ومن عمق الجنوب، نعاهدكم أن نبقى أوفياء لهذا العطاء، وأن نظل نعمل من أجل لبنان الذي يجمعنا، لبنان الذي نحلم به وطناً يتسع للجميع دون تفرقة أو تمييز.
شكراً لكم أيها الإخوة اللبنانيون، وشكراً لهذا الوطن الذي رغم جراحه يثبت دوماً أنه عظيمٌ بشعبه.