كتب ميراز الجندي
@MirazJundi
بعض اللبنانيين الذين اعتادوا تبرير تعاون مجموعات مسلحة مع الأجندة الإيرانية، تحت غلاف شعارات مثل القدس وغزة والعدو الإسرائيلي، يظهرون اليوم فرحة عارمة بتحرير المعارضة السورية مدنهم من الاحتلال الإيراني وسطوتها.
لقد تجاوز الخطر الإيراني الصفوي وأطماعه التخريبية، التي تفاخر بالسيطرة على عواصم عربية، خطورة الاحتلال الإسرائيلي في نظر العديد. فمن خلال شماعات القدس وفلسطين، استطاع الإيراني استغلال العاطفة الصادقة لدى البعض، خاصة من يؤمنون حقًا بالقضية الفلسطينية، ليبرر جرائمه وتمدده.
لكن ما أثبتته الأحداث الأخيرة هو حقيقة المشروع الإيراني التخريبي الذي دمر مدنًا عربية وشوه هويتها. الخطر لا يكمن فقط في جرائم الإسرائيلي، بل أيضًا في المشروع الإيراني الذي أسهم بتسريع خطوات العديد من الدول العربية نحو مسار السلام مع إسرائيل، مدفوعة بالخوف من الهيمنة الإيرانية.
لبنان، في ظل هذا المشهد المتسارع والتحولات الإقليمية، بحاجة إلى تبني سياسة الحياد الإيجابي، حفاظًا على مصالحه الوطنية، ومواكبةً للتغيرات الكبرى التي تلوح في الأفق. فالمرحلة المقبلة ستكون حافلة بالتسويات والمصالح الضخمة بين الدول، وإذا لم يلحق لبنان بهذا الركب، فقد يجد نفسه متأخرًا يتأسف على الفرص التي أضاعها.