بقلم ساميا خدّاج – عضو الجبهة السيادية من أجل لبنان
ما إن تمّ الاتفاق على وقف النار بين اسرائيل وحزبالله، لا على نهاية الحرب كما يروّج البعض، حتى اشتعلت حرباً نيرانها التحريض وفتيلها الفتنة وادواتها مناصرين، ناشطين، واعلاميين تعمل بالتوقيت الايراني لا اللبناني!
ولما التعجّب…لطالما كانت ميليشيا حزب الله تعمل بخبث ودهاء لتنفيذ مشروعها الفارسي في لبنان، وبتصريح علني من أمينها العام السابق، ولطالما كانت خطوات هذا المشروع ممنهجة الواحدة تلو الاخرى..فهل ننسى؟
كيف ننسى تاريخ حزب الله قاتل رفيق الحريري وقادة ١٤ آذار، كيف بنا ننسى سلاح حزب الله الذي اجتاح مناطقنا، وهدد أمننا ومنع عنا قيام دولة مستقلة تحاسب من نهب اموالنا وهددنا وقتلنا وفجّرنا وبعد ان ان ادخلنا بحرب ليست حربنا ولا لتحرير غزة كما ادّعى…اطلّوا علينا بألسنتهم النارية ليقولوا: عيرونا سكوتكم..انتصرنا !
بعد ان تدمّرت القرى الجنوب، البقاع، وضاحية بيروت..بعد نزوح الملايين وتهجير الآلاف للعراق، بعد دماء مدنيين سقطت ضحية عبثية الميليشيا الايرانية حزب الله…اطلّ نوابهم اعلامهم ناشطين لهم على وسائل التواصل محتفلين بإنتصار خوفا من الاعتراف بالانكسار والاستسلام لاتفاق ينص على تطبيق ١٥٥٩ تحت القصف ووصاية جنرال اميركي سيرته الذاتية “الحرب على الارهاب”…فهل بالكذب تكافؤون بيئتكم؟!
والاخطر من نكرانهم للواقع، ابواقهم المتنقلّة من منصّة لاخرى بسياستهم المكشوفة الممنهجة، محرّضين ضد مفكرين ومثقفين لبنانيين ومطالبين بمقاطعة اسواق مكتبات اطباء فنانين اعلاميين ناشطين ورفع دعاوى بحقهم..متناسين ان لولا هؤلاء لكان النازحين بالملايين بلا ايواء..ويقولون عيرونا سكوتكم انتصرنا!
وحربهم الداخلية لم تقف عند حد التخوين التحريض المقاطعة التنمر والاستقواء، بل وصل فجورهم حدّ المسّ بمقدّسات دينية عند استعانتهم لعبارة “نور من نور” للتسويق لحفل تأبين امينهم العام السابق السيد نصرالله ونشر صور له بشعار “أبانا الذي في السموات”، مما اثار امتعاض المسيحيين ولبنانيين من طوائف مختلفة غير متناسين تاريخ هذا الحزب في محاولاته المتكررة لاشعال فتيل فتنة نائمة لعن الله من يحاول ايقاظها!
جرى تبرير ما اقترفوا ان الجملة مقتبسة من القرآن الكريم ” نور على نور”، وبوقاحة بدأوا بقلة حيائهم الرد على من اعترض دفاعا عن مقدّساته وكان للوزيرة السابقة الدكتورة مي شدياق الحصة الاكبر من التخوين والتنمر والتطاول والشتم باتهامها بالطائفية حينا والمحرضة حينا آخر…لربما تناسوا ان وطنيتها وانتمائها للبنان ازعجت ميليشيتهم فهي الشهيدة الحية لميليشيا حاولت كتم صوتها الا انها، وبعناية الهية، وعدالة الهية نعم…رحلوا هم وبقيت هي!
كيف تطالبوننا بالسكوت وبأي انتصار تكذبون؟
كيف لمن اعاد الاحتلال والوصاية ان يتغنى بانتصار؟
كيف لنا ان نبتهج لدمار لبنان للقضاء على الحزب؟
أنا لا أريد القضاء على حزب الله، انا اريد محاسبة ومعاقبة حزب غير مرخص من الدولة، وقرض حسن لتبييض اموال، وميليشيا ارهابية فخخت لبنان بأنفاق صواريخ وسلاح ايراني بين مدنيين، ونواب يغطون الفاسد والمطلوب للعدالة،وشبيحة للخطف والقتل والتهديد والترهيب…فالقضاء على الحزب بهذه الحالة ليس كافٍ بلا العقاب!
وبدل ان تطالبوننا “نعيركم سكوتنا”
تواضعوا..اتّعظوا..فالغد للبنانيين لا للايرانيين
وحده لبنان سينتصر..بمثالثة شعب، جيش، وقضاء!
والآن… عيرونا انتصاركم وتأدبوا!