ما هي دوافع قتال “حزب الله” في سوريا
التضحية بما تبقى من الشباب اللبناني في حروب لا ناقة لنا بها ولا جمل ؟
بقلم رياض عيسى
@issariad
لطالما رَفع العالم شعار حق الشعوب بتقرير مصيرها، وحق الشعوب بمقاومة الاحتلال أو أي تدخل أجنبي بشؤون أي بلد داخلياً…
واليوم نسأل كيف يسمح حzب الله لنفسه بمقاومة الاحت لال وهذا حق مشروع ولا يسمح لأبناء الأرض في سوريا من تحرير أرضهم من الإحتلالات المتعددة .
تدخل حزب الله اللبناني في الحرب السورية إلى جانب النظام السوري يحمل تداعيات خطيرة قد تؤثر على المشهد السياسي والأمني في كل من لبنان وسوريا، ويمكن تحليل هذه التداعيات من جوانب عدة:
1. تداعيات داخلية في لبنان
زيادة الانقسام الطائفي والسياسي: مشاركة حزب الله في النزاع السوري يعزز الانقسام بين القوى اللبنانية، حيث يرفض معظم خصوم الحزب تورطه في الحرب السورية باعتباره خروجًا عن الحياد الذي يحتاجه لبنان لتفادي الانزلاق في أزمات المنطقة وخاصة في هذه المرحلة الدقيقية.
استهداف لبنان أمنيًا: أدى تدخل حزب الله في الحرب السورية فيما مضى إلى تصعيد التوترات الأمنية داخل لبنان، بما في ذلك عمليات تفجير وصواريخ عشوائية استهدفت مناطق محسوبة على الحزب أو مؤيديه.
تأثيرات اقتصادية: تورط حزب الله في سوريا استنزف موارده المالية والبشرية، كما عرّض لبنان لعقوبات دولية، ما زاد من الضغوط الاقتصادية على الشعب اللبناني بأسره.
2. انعكاسات على الوضع الإقليمي والدولي
إضعاف سياسة الحياد اللبناني: مشاركة الحزب في الصراع السوري سابقاً جعلت لبنان طرفًا غير معلن في الحرب، ما قد أدى إلى العديد من التدخلات الخارجية في شؤونه.
تشويه صورة لبنان دوليًا: تورط الحزب إلى جانب النظام السوري جرّد لبنان من صورة الدولة المستقلة ذات السيادة التي تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف.
3. انعكاسات اجتماعية وأمنية
النزوح السوري وتوتر العلاقات: تورط حزب الله أدى إلى تعقيد العلاقات بين اللاجئين السوريين والمجتمع المضيف في لبنان، ما أدى إلى نزاعات اجتماعية وسياسية مختلفة.
تصعيد الصراع مع إسرائيل: يرى البعض أن تورط الحزب في سوريا يعزز خطر تصعيد جديد مع إسرائيل، حيث تتخذ الأخيرة من ذلك ذريعة لمهاجمة مواقع الحزب وقتل عناصره وتهديد المعابر الشرعية.
4. خطورة التدخل من منظور استراتيجي
استنزاف قدرات الحزب: الانخراط العسكري في سوريا يضعف حزب الله عسكريًا وبشريًا أكثر، مما قد يتركه أقل قدرة على الدفاع عن لبنان في حال تصعيد الحرب مع إسرائيل.
توسيع العداء الداخلي والإقليمي: تورط الحزب في نزاع ذي طابع طائفي يزيد من حدة العداء الداخلي بين الطوائف اللبنانية، ويزيد من عزلة الحزب على المستويين العربي والدولي.
في الختام، ان تدخل حزب الله في الحرب السورية قد يبدو استراتيجيًا من منظور الحزب لتعزيز نفوذه الإقليمي، لكنه يحمل مخاطر طويلة الأمد تهدد استقرار لبنان. لذا، من الضروري أن يعود لبنان إلى سياسة الحياد ويبتعد عن صراعات المنطقة، مع تقوية مؤسسات الدولة للحد من أي تدخلات أو انقسامات تهدد وجوده كدولة موحدة.