سقوط الجزار : نهاية عهد بشار الأسد وبداية أمل جديد

بقلم نانسي اللقيس

استحالة سقوط نظام “بشار الأسد” كانت قناعةً ترسّخت في نفوس السوريين على مدار 12 عاماً، قناعة وُلدت من عمق الألم واليأس بعد سنوات طويلة من انتظار لحظة الخلاص.

ففي كلّ مرةٍ اعتقد السوريون أن النهاية باتت قريبة، كان النظام يعود ليُشدّد قبضته، مستنداً إلى دعم حلفائه الدوليين وإلى مجتمعٍ دولي بدا وكأنه غير معنيّ بمصير سوريا وشعبها.

رغم ذلك، لم يكن اليأس نهاية الطريق. السويداء، بانتفاضتها الجريئة، أعادت الأمل من جديد.

الثورة هناك لم تكن مجرد احتجاجات، بل كانت كسراً لرواية النظام ومحاولة جريئة لدحض أكذوبة “حماية الأقليات” التي طالما استند إليها “الأسد” وحلفاؤه.

لكن حتى مع مرور أشهر من المظاهرات اليومية، بدا أن النظام لا يتأثر، وأن العالم ما زال صامتاً، والإعلام يواصل تجاهله، مما عزّز الإحباط في قلوب كثيرين.

ومع ذلك، كان المشهد مختلفاً هذه المرة. لم تكن ثورة السويداء مجرد صفحة جديدة في كتاب الثورة السورية، بل كانت الشرارة التي أطلقت سلسلة من الأحداث التي أسقطت القناع عن “نظام الأسد”.

في نهاية المطاف، تضافرت الجهود الشعبية مع التغيرات الإقليمية والدولية، وانهار النظام الذي حكم سوريا لعقود طويلة بالحديد والنار.

اليوم، وبعد 61 عاماً من الحكم البعثي و53 عاماً من هيمنة عائلة الأسد، احتفل السوريون بسقوط “الديكتاتور” الذي دمّر بلادهم وشرّد شعبهم.
مشهد دمشق وهي تحتفل بالخلاص كان أشبه بحلم تحقق.

هذا السقوط لم يكن مجرد نهاية لحاكم طاغية، بل بداية جديدة لسوريا وللشعب الذي عانى طويلاً، ليؤكد أن الأمل قد يتأخر، لكنه لا يموت.

اخترنا لك