بقلم كريم حمدان
@KarimHa05181608
الظّلم لا يدوم، منذ 12 آذار 1971 بدأت رحلة العذاب، تاريخ لا يُمحى من ذاكرة الشّعب السّوري، أي تاريخ تولّي الرّئيس السّابق حافظ الأسد رئاسة الجمهوريّة العربيّة السّوريّة.
حافظ الأسد حكمها بالحديد والنّار وبنى قصره على جماجم النّاس وطموحاتهم وحرّيتهم وأحلامهم وحوّل سوريا إلى سجنٍ كبير، قمع فيه كلّ أنواع الحرّيّات حتّى تحوّل النّاس إلى آلة، كي لا نقول أكثر من ذلك. وبات المواطن السّوري يأكل ويشرب وينام ويمجّد بالرّئيس وإنجازاته.
حافظ الأسد حوّل سوريا إلى جهاز أمني إرهابي مخيف حتّى أضحى المواطن السّوري لا يستطيع داخل بيته أن يتحدّث أمام أفراد أسرته، ووصل بالمجتمع السّوري القول: “للحيطان أذن تسمع”، فنتيجة تصرّفات الأجهزة الأمنيّة القمعيّة لم يعد يتجرّأ المواطن السّوري حتّى أن يحلم.
ما هذا النّظام البوليسي الحديدي؟؟!! التّهمة جاهزة؛ شتم الرّئيس- انتقاد النّظام- التّعامل مع العدو الإسرائيلي الّذي كان حارسه الأمين منذ انتهاء حرب 1973، ودائمًا أبواب السّجون مشرّعة وباحاتها واسعة حتّى بات يصحّ الوصف “سوريا مجموعة زنزانات صغيرة في سجنٍ كبير”.
استمرّ هذا الوضع حتّى وفاة الرّئيس حافظ الأسد حيث تمّ خرق الدّستور وتفصيله على قياس بشّار، ففرض نفسه رئيسًا، ونال حصّته من الميراث وكأنّ سوريا مُلك حافظ الأسد، ولم تكن سنوات حكمه أفضل من حكم والده ممّا دفع بالمواطن السّوري النّزول إلى الشّارع وهزّ أركان النّظام. ماذا كانت النّتيجة؟
سقوط عشرات آلاف الضّحايا، وتدمير سوريا حتّى أصبحت ركامًا، وتمّ تشريد ما لا يقلّ عن اثني عشر مليون مواطنًا سوريًّا حتّى أنّ البعض منهم خاضوا عباب البحار هربًا من ظلم النّظام وقسوته، وفضّلوا أن تأكلهم أسماك القرش على أن يأكلهم سجّانو النّظام.
التقيت أحد رموز المعارضة السّوريّة وتحدّثت معه بعد أن اندلعت الثّورة في سوريا وقلت له: لماذا تتظاهرون ضدّ النّظام وهو يؤمّن لكم الخدمات الطّبّيّة والتّعليم المجّاني والمواصلات والأمن والأمان؟
انتفض حينها وقاطعني وقال: “أرجوك، لدينا الكثير من الأمن وليس الأمان”.
أخيراً : أيّها الشّعب السّوري العزيز، هنيئًا لك سقوط نظام الطّغاة، وعسى أن يعمّ السّلام والاستقرار بلدك الحبيب.