الخوف… سلاح القهر الذي يفتك بالوعي

بقلم السّيد محمد الأمين

من قيم الحرية التي تعلمتها أن “حياة الإنسان في حريته، ومن يدفن قناعاته في الخوف فهو ميت تأجل دفنه”.

تُعد ثقافة الخوف والتخوّف ظاهرة خطيرة تسيطر على شرائح كبيرة من الطائفة الشيعية حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من نمط حياتها. وتحولت إلى حالة طبيعية يتعايش معها الكثير من الأفراد والمجموعات من طائفة بأكملها، رغم معرفتهم بحقيقتها أنها ليست إلا أداة تستغلها قوى الأمر الواقع لترسيخ نفوذها والتحكم بالبلاد والعباد.

هذه الثقافة، “الخوف”, رعب مستمر يجبرهم على الصمت بلا وعي، لأن الترهيب، سواء كان عبر استخدام القوة المباشرة أو من خلال الخطاب الذي يركز على التهديدات والاتهامات والوعيد من العذاب ونار جهنم والسجن والنفي وقطع الأرزاق ومصادرة الممتلكات… إلخ، يصبح نمطًا يتحكم بحياة الناس اليومية.

ويُستخدم الإعلام كأداة لخلق صورة دائمة عن وجود تهديد خارجي أو داخلي، مما يجعل الأفراد والجماعات أكثر استعدادًا لقبول التدابير القمعية التي تمنعهم من الاعتراض.

وينتج عن هذه الحالة “الخوف” الخضوع شبه الكامل للهيمنة بدافع الأمان والاستقرار.

ويتآكل النقد والاعتراض والتصحيح وصولاً إلى شلل فكري يمنع التفكير في خيارات بديلة، حتى يصل الأمر إلى حالة الدفاع عن منظومة الخوف بدلاً من مواجهتها.

وبهذا الأسلوب عُزلت الطائفة عن أخواتها، وتعززت سيطرة القوى المهيمنة عليها.

والتحرر من هذا الخوف يتطلب وعيًا جماعيًا وأصواتًا لمواجهة الخوف والاستقواء بالسلاح. وهناك من يختصر عليكم مراحل الخوف والهروب من الحقيقة بصوته أمام الهيمنة، كي لا نبقى قطعانًا في مزرعة، ونخرج إلى جنة وطن.

وكي لا يبقى الاختيار الخاطئ بالتعايش مع الظلم انكسارًا اختياريًا نقدم من خلاله شهادة حُسن سلوك للمتسلطين.

اخترنا لك