بقلم عماد موسى
مكسب للزميلة “الأخبار” انضمام رئيس تحرير جريدة “العهد” السابق الزميل محمد رعد إلى أسرة تحريرها ككاتب أسبوعياً إثر موجات رحيل الكتّاب والصحافيين عنها، هو المعروف “بتعامله مع الكلمة برفق ودلال وأجده بين قلة من الذين يجيدون لغة الضاد بلا أخطاء ولا لحن، لطيف الكنايات، مستملح التورية.
وتبلغ الخاطرة عنده مبلغها ساعة الخاطرة على هَيَفْ، واللفظة شفافة، والكلمة متحضّرة شجاعة”. لم أجد أفضل من سرقة تعابير النقيب الراحل ملحم كرم لوصف أسلوب الزميل العائد مجدداً إلى الصِحافة ركناً وعموداً و”صبّة” أساس.
صراحة، تحسدُ الـ “هيرالد تريبيون” شقيقتها “الأخبار” على النقلة النوعية التي أحدثتها مقالات الزميل محمد الناضحة أدباً وتحليلاً. ففي آخر مقال له، بعد سقوط الغالي، كشف زميلنا عن نفاق أميركي “لم تعد الأقنعة قادرة على تغطيته لشدّة قذارته وحقارته” هو الأميركي المنافق والقذر من ارتضيناه وسيطاً وحَكماً. لو أعلم رعد بري أن “الأمريكي” على هذا القدر من الخساسة لطلب عبدالله بو حبيب، وساطة جنوب السودان مع العدو الصهيوني للانسحاب وإلّا…
استهجن زميلنا، كما نستهجن، “العدوان الصهيوني المتوحش وجرائم الإبادة والتطهير العرقي والعنصري، وسط صمت يختفي وراءه التأييد والتبرير وإعطاء الفرص لإنجاز المهمة بأقصى سرعة، من دون إرباك أو انشغال بال”، خصوصاً أن هذا العدوان طاول بلداً شقيقاً طوّر في السنوات الأخيرة مفاهيم البراميل ونوعية الأسيد وتقنيات شفط الأرواح من الأجساد، ركز زميلنا في مقاله على الدور “الإبادي” و”الاستئصالي” المُلزّم للعدو. أما عن تلزيمات أسد أخوان فتقع ضمن الأطر السيادية.
ما استوقفني، كأحد “فانزات” الزميل محمد هذا الطرح الوارد في متن المقال/ التحفة: “إنّ المشروع الصهيو أميركي – الغربي الاستكباري لا تستنزفه إلا مقاومة شعبية جادة تنشأ في كل بلد من بلدان منطقتنا حتى لا تخضع دول المنطقة لسياسات وإملاءات العدو وحلفائه”.
بما معناه يقترح زميلنا الاستفادة من تجربتَي “طوفان الأقصى” و “أولي البأس” الناجحتين بكل المعايير. المطروح مشروع حداثوي ونهضوي ومثير للدهشة. فكل ما بناه القادة العرب، في المشرق والمغرب بستة عقود ينهار بسنة وشهرين. هذه وصفة الحاج بعد جلسة صفاء ذهني.
يمكن لأي قارئ، وبحريّة يقدّسها “الحزب”، أن يرفض طروحات الزميل محمد جملة وتفصيلاً، أو أن يوافق عليها. ويقيني أن المعترضين والمؤيدين على حدّ سواء يجمعون على جمالية أسلوب كاتبنا العزيز وهذا أنموذج: “إنّ التطلّع نحو الحرية والعدالة يكتسب صدقيته حين يكون شاملاً ومعيارياً وليس مجتزأً واستنسابياً، فمع التبعيض والاستنساب لا تتحقق حرية ولا عدالة”.
“التبعيض”؟ يا الله يا زميل ما أروع هذه المفردة بشرط وضع نقاطها فوق الحروف.