عماد موسى
“أنا أملك شيئاً لا يملكه الكثيرون وهو ثقة “حزب الله” وثقة الرئيس السوري بشار الأسد وأنا أستطيع أن أنجز معهما ما لا يستطيع أن ينجزه آخرون” هذا ما قاله سليمان فرنجية في مقابلة تلفزيونية مع محطة “الجديد” في نيسان 2023، ولم يكن ما قاله جديداً.
لطالما جَهَرَ بك زغرتا “أن الرئيس السوري بشار الأسد صديق وأخ” وفي أول كلام علني له بعد فرار أخيه لم يأت على ذكر اسمه مكتفياً بـ “نتمنى لسورية أن تبقى عربية وبوابة الشرق للبنان ونترك الحكم للوقت”.
أين “عِشرة” العمر؟ أين الوفاء؟ كوّع سليمان بك تكويعة سلسة، مثله مثل “حزب الله” الذي أمل “أن تستقر سورية على خيارات أبنائها، وتحقق نهضتها” متجاهلاً أنه عمل 11 سنة ضد خيارات أبناء سورية وساهم بمعارك التدمير دفاعاً عن نظام الأسد.
وفيما كان اللبنانيون يتوقعون من أمير البحر الأبيض المتوسط، ضمانة الساحل والجبل، موقفاً ينمّ عن تعاطف مع صديق الصبا اكتفى عطوفته بإبراز جانب واحد من العلاقة التي “ساهمت في المحافظة على وحدة الموقف الدرزي في سوريا وحماية المناطق الدرزيّة من كلّ شرّ أو تقسيم”. كوّع المير متأثراً بوليد بك. أعطه بعض الوقت كي يستنبط من مخزونه الفكري ما يوازي خطبة أبي تيمور في 14 شباط 2006، وأروع ما فيها “يا طاغية دمشق، يا قرداً لم تعرفه الطبيعة، يا أفعى هربت منها الأفاعي، يا حوتاً لفظته البحار…”.
الوزير السابق وئام وهاب، كوّع “تشفيطاً” وقدمه اليمنى على دوّاسة البنزين. “برش” الأسد بالطلوع وبرشه بالنزول وما ترك بالمليونير الديكتاتور ستراً مغطى.
النائب فيصل كرامي، معبود المراهقات، لف الكوع كما يلفّه بطل راليات الشرق الأوسط ناصر العطيه. هل سمع أي لبناني فيصولا، منذ أن حبا في السياسة ينتقد آل الأسد؟ أمس تذكر “أن نظام الأسد حارب عمر كرامي 13 سنة”.
وبشار نفسه كان يغار من اثنين: فيصل أفندي وناصر قنديل. ولداً كان بشار عندما كان عمّو ناصر يحرّك الشارع العربي بكلمة. صمت كثيرون وأكلهم الـ”عَوعَو” في العتمة وظلّ ناصر ضوءاً يتوهج وصوتاً يجوهر وكلمة تحفر في الوجدان. ناصر واقف على “مصلّبية” التاريخ ومش عارف أي مفرق سيأخذ.
اللواء جميل السيد، أحد روّاد حقوق الإنسان، فات الكوع بالعرض بتغريدة استذكر فيها قادة الميليشيات وأفعالهم المهولة “عندما ينتقد مجرمٌ مجرماً آخر، فهذا لا يجعله بريئاً، بل يجعلهما متساويين في الإجرام”. وللمفارقة فسيادة اللواء حليفٌ لصيق لأعتى ميليشيا فاعلة على أرض لبنان ولآخر المجرمين قبل فراره.
علي حجازي، أمين عام حزب البعث العربي الإشتراكي، كان ليكون مكان السيد تحت قبة البرلمان، لكن “الديكتاتور” كانت له وقتها حسابات سياسية أخرى.