بقلم محمد الظريف
في ظل واقع سياسي معقد ومليء بالتحديات، ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر حلول اليوم التاسع من كانون الثاني، حيث من المفترض أن يُنتخب رئيس جديد يقسم على الدستور ويتسلم دفة القيادة في بلد يعاني من أزمات خانقة.
لكن، هل هذا الانتظار مبني على حقائق أم على أوهام؟ للأسف، يبدو أن اللبناني يعلق آماله على وعود فارغة. فكيف يمكن الوثوق بأن إسرائيل ستكف عن عربدتها وتلتزم بالاتفاقات؟ أو أن شهود الزور سيتكاتفون تحت راية فاسدة لانتخاب رئيس يحقق العدالة؟
الحقيقة الصادمة تكمن في أن المشهد السياسي اللبناني مرهون بتغيرات دولية أعمق. فالرئيس اللبناني قد لا يدخل قصر بعبدا قبل أن يدخل رئيس جديد إلى البيت الأبيض.
التوترات الإقليمية والدولية تلقي بظلالها على المنطقة والعالم، حيث تعمل إسرائيل على تعزيز بنيتها العسكرية بأسلحة نوعية جديدة تزيد من احتمالات التصعيد العسكري، بينما يشهد الشرق الأوسط مرحلة من الإدارة العسكرية تمت ترجمتها في سوريا، مع توقعات بامتدادها إلى العراق ولبنان.
وفي الوقت نفسه، تستعد إيران لمرحلة جديدة من السياسات المؤثرة بقيادة شخصيات بارزة مثل بزشكيان. أما على الصعيد الدولي، فإن الصراع الروسي-الأوروبي يتصاعد وسط مخاوف من اقتراب النزاع النووي من نقطة اللاعودة، في حين تعاني آسيا من حالة من عدم الاستقرار تضيف مزيدًا من التعقيد إلى مشهد عالمي متأزم.
كل هذه الأحداث تسير في سياق يمهد للإعلان عن نظام عالمي جديد بحلول النصف الثاني من عام 2025. هذا التغير الجذري سيعيد تشكيل التوازنات الدولية وربما يفرض واقعًا مختلفًا على دول المنطقة، ومنها لبنان.
ماذا ينتظر اللبنانيون؟
في خضم هذه التحديات، يبدو الانتظار في لبنان ضربًا من السذاجة. فاللبنانيون عالقون بين وعود زائفة وأزمات متفاقمة، بينما العالم بأسره يستعد لحقبة جديدة من التحولات الجذرية.
السؤال الذي يطرح نفسه: أي رئيس تنتظرون، يا من أصبحتهم ضحايا لعبة دولية أكبر منكم؟