بقلم غسان صليبي
في قداس الميلاد
ظهر كاهن
وهو يحمل سلاحاً
على كتفه.
لامه كثيرون
بمن فيهم
المركز الكاثوليكي للإعلام
وابرشية انطلياس
التي تتبع لها رعية مزرعة يشوع
التي يخدم فيها الكاهن،
وذلك لتعارض العقيدة المسيحية مع العنف.
لكنهم جميعاً اعتبروا
أن طريقته هي الخطأ
وليس مقصده،
اذ ان الكاهن أكد في عظته
ان “سلاحنا هو إيماننا”
وبعدها وَضَعَ السلاح جانباً
كتعبير عن رفضه لحمله.
بدوره اعتبر
المركز الاكاثوليكي للإعلام
“أن سلاحنا هو الصلاة”.
واذا كنت أوافق الآخرين
أن “الاخراج” الذي اختاره الكاهن
للتعبير عن موقفه
لم يكن موفقاً على الاطلاق،
غير أنني أجد في “نص” المسرحية
ما هو أخطر من الإخراج.
فما هو أخطر
من إدخال السلاح الى الكنيسة
هو إدخال السلاح الى لغة العقيدة المسيحية
من خلال تشبيه الإيمان والصلاة بالسلاح.
وفي هذا التشبيه سقطتان.
الاولى هي التشبيه بحد ذاته
بحيث يصبح الإيمان والصلاة اداة خارجية
مثلهما مثل السلاح
عوض أن يكونا نابعين من القلب،
ومثل السلاح أيضا
تبدوان وكأنهما تعكسان علاقات قوة بين البشر
هجوماً ام دفاعاً.
والسقطة الثانية
هي اعتبار الإيمان او الصلاة
أداة الفعل المسيحي الأبرز،
في حين ان المحبة
هي من يتبوء هذا المركز
بحسب تعاليم يسوع،
هذه المحبة التي لا تطيق السلاح
ولا علاقات القوة
بين البشر
المتساوين
بالولادة وفي الممارسة.