هل يُقدِم “الثنائي” على تثبيت الشراكة مع جعجع ؟

باسيل وتبنّي ترشيح جعجع

على رغم أجواء عيدي الميلاد ورأس السنة، فإن ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية بقي محافظاً على حماوته، على رغم برودة الطقس. والاهتمام نابع من قرب موعد الجلسة حيث المسافة لا تتجاوز العشرة ايام، وكأننا أصبحنا أمام «المئة متر الأخيرة»، في السباق نحو قصر بعبدا.

كيف يبدو المشهد الرئاسي؟

المواقف شبه متبلورة، معظم المرشحين باتوا في حال جهوزية، النواب والكتل يضربون «أخماساً بأسداس»، لكن، وللمفارقة، كلما اقترب موعد الاستحقاق، كلما طغى الغموض على الوضوح.

الأنظار موجَّهة إلى أكثر من موقع في الداخل، من عين التينة إلى بكركي إلى معراب إلى ميرنا شالوحي:

الرئيس نبيه بري يدير الملف بأسلوب المحترِف، يحاول أن لا يفقد السيطرة على مقود القيادة، لكنه حذِر أكثر من أي وقت مضى، لكن مصادر سياسية خبيرة تعتبر أن مخاوفه ليست دائماً في محلّها، وتدعو هذه المصادر إلى أن يناقش الرئيس بري ماذا يعني ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع؟ ألا يحق للسياديين أن يقدِّموا ما لديهم في رئاسة الجمهورية؟ وتتابع هذه المصادر: لقد اختبر محور الممانعة معظم الرؤساء منذ الطائف إلى آخر رئيس، فلماذا لا يحق للفريق السيادي أن يكون الرئيس من معسكره ليبرهِن ماذا يمكن أن يعطي؟

مصادر مطلعة على الحراك الرئاسي تعتبر أن التحولات والتبدلات الإقليمية تتطلب اليوم وأكثر من أي يوم قيام دولة فعلية في لبنان تضمن حضور وحقوق جميع المكونات اللبنانية وأوّلهم المكوّن الشيعي. من هنا فإن من مصلحة الثنائي الشيعي أن تقوم دولة فعلية في لبنان على رأسها شخصية تدرك جيداً الخصوصية اللبنانية وتحترم التعدديّة أولاً، شخصية تلتزم الدستور الذي يشكل مظلة جامعة للبنانيين وتدخل بجديّة بالتعاون مع الجميع في ورشة قيام الدولة وتفعيل مؤسساتها. وتعتبر المصادر نفسها أن سمير جعجع، رئيس حزب «القوات»، هو الشخصية الأنسب لمرحلة إطلاق الدولة من جديد، لذلك على الثنائي الشيعي، وانطلاقاً من اعتبارات التبدلات الإقليمية وضرورة قيام الدولة، اختيار سمير جعجع للرئاسة الأولى نظراً لجديّته والتزامه وتثبيتاً للشراكة الحقيقة التي ينادون بها.

ماذا عن موقف باسيل؟

تعتبر مصادر متابعة للحراك الرئاسي أن من مصلحة رئيس التيار الوطني الحر تبني ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للرئاسة، الأمر الذي يعيد له اعتباره على الساحة المسيحية. وتعتبر هذه المصادر أن ترشيح باسيل لجعجع يضمن له ولتياره استمرارية في الحياة السياسية، كما يؤمن له حضوراً وازناً على الساحة الوطنية والمسيحية، مدخله هذا الترشيح والتصويت لرئيس «القوات». وفي اعتقاد هذه المصادر أن ترشيح باسيل لجعجع هو عودة لباسيل وتياره إلى خط تاريخي في السياسة أثبت صوابيته في الأحداث والتطورات الأخيرة، خطٌ ابتعد عنه باسيل في السابق وغرّد خارج سربه.

على رغم كل هذه المؤشرات، فإن الأمور تبقى مرهونة بأوقاتها، فحركة المرشحين تسير بوتيرة متسارعة، المعلَنون منهم وغير المعلنين. وفي هذا السياق، كان للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي موقف متقدّم من ملف الانتخابات.

جلسة ومرشحون

يركِّز البطريرك الراعي على «فقدان الثقة لدى السياسيّين بأنفسهم، كما هو ظاهر اليوم في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنتين وشهرين. فإنّهم ينتظرون اسم الرئيس من الخارج، وهذا عار كبير، علماً أنّنا نقدّر ونشكر للدول الصديقة حرصها على انتخاب الرئيس وتشجيعها للدفع إلى الأمام بعجلة انتخابه».

البطريرك الراعي تطرق إلى جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل، فاعتبر أنه «ما زال البعض يفكّر بالتأجيل بانتظار إشعارٍ ما من الخارج. وهذا عيب العيوب وهو مرفوض بكلّيته. وحذار اللعب بهذا التاريخ الحاسم».

كما توقف البطريرك الراعي عند «ظاهرة عدد المرشّحين المعلنين والمخبئين وغير الصريحين والموعودين»، وهي المرة الأولى التي يتطرق فيها البطريرك الراعي إلى هذا التصنيف المرتبط بالمرشحين.

اخترنا لك