بقلم غسان صليبي
لم يكن هناك حاجة
صباح هذا اليوم
لصباح النور
او لصباح الخير
او لصباح الأمل
او لصباح الفرح،
فجميعها كانت مجتمعة
ب”صباح المقعدين”.
لا ابالغ
في ما اقول
ولست ابدي تعاطفاً
مع المقعدين،
انها مشاعري صباح هذا اليوم
وانا امشي في ملعب فؤاد شهاب في جونيه.
عندما تمشي
ممارساً رياضتك اليومية
وكأنها نزهة جميلة،
وتحتفل خلالها بنعمة القدمين،
وفجأة تلتقي بمجموعة من المقعدين
وقد أتوا الى الملعب
لممارسة لعبة كرة السلة،
ترتبك وينتابك شعور غريب.
يسأل احدهم
“كيف الاحوال”،
فيجيبه الآخر
“الله يديم الصحة”،
نعم الصحة
التي شغلت بالي
بعد ان التقيت بهم.
تنظر جيداً:
انهم فعلاً يلعبون،
يحركون عجلات الكرسي المتحرك
بيدين رشيقتين،
يتركون العجلات ليمسكوا الكرة
فيرمونها بإتجاه السلة
او يمررونها الى أعضاء الفريق،
وهكذا دواليك.
يتحول المشهد
بالنسبة لي
الى مشهد عادي
لا غرابة فيه،
فنعمة اليدين
تعوّض عن نعمة القدمين،
الجميع يلعب بحماس
والفرح يحتل الوجوه.
انها نعمة الحياة
نعمة الإرادة
نعمة العزيمة،
نعمة التوق الى الحركة
الى اللعب
الى الفرح.
اتابع المشي
على قدمي
ويخطر ببالي
أن امشي
على يدي،
لكني لست مُقعَداً
لأجرؤ على القيام بذلك،
اقول في نفسي
منسحباً من الملعب،
حاملاً في قلبي
بعضاً من طاقة المقعدين
وشجاعتهم.