متى سيتغيّر الأسلوب ؟!

بقلم كريم حمدان
@KarimHa05181608

بالأمس، أي نهار الخميس مساءً، وصلت طائرة إيرانيّة تابعة لشركة “Mahan Air”، قيل إنّها تحمل أموالًا لحزب الله، ممّا استدعى تأهّب الجيش اللّبناني حول المطار تحسّبًا لأيّ طارئ ممكن أن يحصل من قبل مناصري الحزب في محيط المطار، وهذا ما حصل؛ جاءت مجموعة من الشّبّان على الدّرّاجات النّاريّة تحمل أعلام حزب الله للضّغط على جهاز أمن المطار والقوى الأمنيّة من أجل تمرير الحقائب دون تفتيش.

قام جهاز أمن المطار بدوره بتفتيش الحقائب حقيبة حقيبة، وتسرّب عنه بأنّه سيمنع أيّة حقيبة فيها أموال أو أي شيء محضور من الدّخول، وهذا ما تمّ الاتفاق عليه مؤخّرًا في اتفاق وقف إطلاق النّار، بغضّ النّظر مَن يلتزم ومَن لا يلتزم، ممّا تطلّب اتصالات سياسيّة على أعلى المستويات بين الدّولة اللبنانية والدّولة الإيرانية لمعالجة الموضوع، وأكّد الجانب اللبناني أنّه إذا وجد أموالًا في الحقائب ستتمّ مصادرتها لصالح الدّولة اللّبنانيّة.

منذ مدّة ليست ببعيدة، رفض الوفد المرافق للسّيّد “لاريجاني”، أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى السّيّد “علي خامنئي”، تفتيش حقائبهم عند وصولهم إلى مطار بيروت، وقام الوفد آنذاك بالاستعانة بحليفه حزب الله، وحين لم يتمّ تلبية طلبهم حصل اتصال بين البلدين وتمّ تفتيش الحقائب وفقًا للأصول المعمول بها.

بعد ما حصل مع الوفد الإيراني بأيّام معدودة، وصل الموفد الرّئاسي الأميركي السّيّد “آموس هوكشتاين”، وضع حقيبته على آلة التّفتيش بعيدًا عن أيّة بلبلة، علمًا أنّه يحقّ له بصفته الشّخصيّة وما له من حصانة دبلوماسية أن يمرّ بدون تفتيش.

أمام التّعاطي الإيراني لدينا مشكلات عدّة، ولكن أهمّها:

– عدم تعاطي إيران مع لبنان كدولة ذات سيادة.
-متى ستستوعب إيران بأن أمرًا ما في المنطقة بشكلٍ عام وفي لبنان بشكلٍ خاصّ قد تغيّر؟!
-إلى متى ستستمرّ إيران بالتّواصل مع الفريق اللبناني المتمثّل بحزب الله وتعتبره أحد أذرعها العسكريّة؟!
– إلى متى ستبقى إيران تستبيح دماء اللّبنانيّين وأرزاقهم وممتلكتهم من أجل مصالحها الخاصّة؟!
-إلى متى سيستمرّ حزب الله بتجاوز الدّولة والأصول، ويعتبر نفسه فوق القانون وهو في حالة انفصال عن الدّولة إلّا عندما تقتضي مصالحه الالتصاق بها؟!
-إلى متى يعتبر حزب الله ما يُطبَّق على اللّبنانيّين لا يُطبَّق عليه؟!
-إلى متى يعتبر حزب الله أنّ له الحقّ بالمطالبة بحقوقه من الدّولة وأنّه غير معني بتأدية واجباته تجاهها؟!

نتفهّم الحاجة الماسّة لبيئة المقاومة للأموال نتيجة ما حصل من دمار وخراب من جرّاء العدوان الإسرائيلي، ولكن نتيجة التّصرّف الإيراني المشبوه تخلق مشكلة بين بيئة المقاومة ومن تعتبره يمنع عنها المساعدة، أي الدّولة اللّبنانيّة وأجهزتها، ممّا يزيد الشّرخ والبعد بين البيئة والدّولة، ومن الضّروري أن تعلم البيئة ومَن خلفها أن ليس لهم سوى الدّولة، وكلّ رهان خارج الحدود آنيّ ولا مستقبل له.

إذا أرادت الدّولة الإيرانية أن تساعد فلتساعد لبنان الدّولة من خلال مؤسّساتها الشّرعيّة كما تفعل كلّ الدّول الّتي تهمّها مصلحة لبنان وشعبه.

لمن لم تُعلّمه الحياة وتجاربها، سوريا الأسد حكمت وتحكمّت بلبنان طيلة خمسة عقود، وأخيرًا زال الأسد ونظامه وبقي لبنان (ثوب العيرة ما بدفّي) وما بصحّ إلّا الصّحيح، وقريبًا جداً سينتهي ما تبقّى لإيران من نفوذ على لبنان إذا لم نقل أكثر من ذلك.

اخترنا لك