بقلم رياض عيسى
السجن هو أداة قمعية تُستخدم ضد الإنسان، أحيانًا لترويض حريته أو لكسر إرادته. غير أن اختلاف الأنظمة يعكس فارقًا كبيرًا في طريقة استخدام هذه الأداة، ففي سجون العدو الإسرائيلي ونظام آل الأسد السوري البائد، يظهر الفرق واضحًا في السياق والأهداف والممارسات.
سجون العدو الإسرائيلي : تعذيب من أجل المصلحة
أن تُعتقل لدى عدو مثل إسرائيل، فهو أمر مفهوم ضمن سياق الاحتلال والمواجهة المفتوحة. حيث يعمد العدو إلى استخدام التعذيب كوسيلة لإنتزاع معلومات قد تفيد العدو أو معاقبة من اعتُبر خطرًا على مصالحه وتشكيل تهديد حالي او مستقبلي.
ورغم قسوة هذا التعذيب وبشاعته حيث يستخدم آلات وفنون التعذيب بوحشية، فإنه في أغلب الأحيان كان يسير ضمن “إطار محدد”، ممارسات بشعة لتكسير الروح وكسر المعنويات أو العقاب، لكنها تأتي عادةً بدافع حماية منظومته الأمنية أو انتزاع اعترافات تحت الضغط النفسي والتعذيب الجسدي.
سجون النظام السوري البائد مصنع الرعب
أما سجون نظام آل الأسد المجرم، فهي تعكس وحشية من نوع آخر، وحشية موجهة ضد الشعب نفسه. اعتقال لمجرد رأي سياسي مخالف، أو حتى شبهة لا تمتلك أي دليل او حتى لخلاف شخصي او تصفية حسابات، يُزج بالمعتقلين في سجون مظلمة أشبه بمسالخ بشرية. لم يكن الهدف منه انتزاع اعترافات فحسب، بل سحق الكرامة الإنسانية بالكامل، واستعراض بشاعة السلطة بلا حدود.
أساليب التعذيب في سجون النظام السوري البائدة، فنون الإبادة التعذيب الجسدي الوحشي: تتنوع أساليب الإذلال من تذويب المعتقلين في الأحماض (الأسيد)، إلى صب المعتقلين في مكعبات اسمنتية، والتعذيب بالدولاب أو التذويب بالشمعة او الشوي كالفروج، إلى الشنق بالحبال شنقهم أو إعدام المعتقلين بالرصاص .
الاعتداء الجنسي : اعتداءات ممنهجة على الرجال والنساء كوسيلة لقتل الروح وتحطيم النفس .
الموت البطيء : احتجاز المعتقلين لعقود دون محاكمة، وتحويلهم إلى أدوات للاستغلال المادي أو حتى الاتجار بأعضائهم.
القتل البارد : إعدام جماعي داخل الزنازين دون رحمة، بدم بارد وبدافع الانتقام أو تفريغ السجون.
الفرق الجوهري
في سجون العدو الإسرائيلي، ورغم التعذيب، كنت تعرف أنك أسير في يد عدو يحتجزك بسبب أفعال مرتبطة بالمقاومة أو النضال الوطني وقد تزورك المنظمات الدولية وقد يتاح في بعض السجون اكمال الدراسة او زيارة الأهل.
أما في سجون النظام السوري، فلا منطق ولا ذنب يُبرر الوحشي، إنه نظام يعتقل أبناء بلده بلا محاكمة، ولا معلومات ولا زيارات ولا من يحزنون، يُجرم مجرد التفكير بحرية أو تعبير عن رأي، ويجعل من المعتقلين وسيلة لإظهار سطوته الوحشية أو إثراء قياداته على حساب الإنسانية.
في الخلاصة، الفرق بين عدو يُمارس القمع لحماية مصالحه ونظام يقتل أبناءه بلا سبب يُجسد التناقض بين الاحتلال الخارجي والطغيان الداخلي. كلاهما مجرم، لكن إجرام النظام السوري فاق كل وصف لأنه صادر حق الحياة من شعبه، وحوّل الوطن إلى مسلخ بشري بلا ضمير.