العلامة السيد علي الأمين : لبنان يجمعنا والدولة مرجعنا

نشرت جريدة “أمم” مقابلة حصرية مع سماحة العلامة السيد علي الأمين، تناولت الأوضاع السياسية والطائفية في لبنان، إضافة إلى الحرب الأخيرة وآثارها. وأكد السيد الأمين خلال حديثه على ضرورة العودة إلى مرجعية الدولة اللبنانية واعتماد مشروع وطني جامع.

الوضع السياسي قبل الحرب الأخيرة

في معرض حديثه عن الأوضاع السياسية التي سبقت الحرب الأخيرة، أوضح العلامة الأمين أن لبنان كان يعاني من شلل في مؤسساته الدستورية، حيث فرغت رئاسة الجمهورية وتعطلت الحكومة، مما أدى إلى تدهور اقتصادي كبير. وأضاف أن هذا الوضع كان شاملاً لكل الطوائف وليس خاصاً بالطائفة الشيعية. وأشار إلى أن “الثنائي الشيعي”، الذي يهيمن على الطائفة بقوة السلاح، ساهم في تدهور الوضع الداخلي، حيث غابت التعددية السياسية والفكرية داخل الطائفة، ما أدى إلى هيمنة المؤسسات الدينية عليها وفقاً لتوجهات سياسية تخدم مصالح الثنائي وارتباطاته الخارجية.

تقييم الحرب الأخيرة وآثارها

حول الحرب الأخيرة التي دخل لبنان فصل وقف إطلاق النار فيها، أكد العلامة الأمين رفضه للدخول فيها منذ البداية، واعتبر أن تكليف لبنان بالحرب يفتقر إلى شروط القدرة والاستطاعة. وأشار إلى أن الحرب جلبت ويلات للبنان، من خسائر في الأرواح والتهجير وتدمير الممتلكات، خاصة في الجنوب. ودعا الطائفة الشيعية إلى التعلم من هذه التجارب وعدم تكرارها، مشيراً إلى أهمية الاعتراض والمطالبة بالإصلاح من داخل الطائفة.

مستقبل الطائفة الشيعية وعلاقتها بباقي الطوائف

في حديثه عن مستقبل الطائفة الشيعية، شدد العلامة الأمين على أن الحل يكمن في الالتزام بلبنان كوطن نهائي والدولة كمرجعية وحيدة. وأكد أن مشروع الدولة الواحدة هو أساس الوحدة الوطنية التي لا تنبع من رؤى أيديولوجية ضيقة، بل من عقد اجتماعي جامع بين كل الطوائف. واستشهد بمواقف الإمام موسى الصدر التي أكدت على ضرورة دمج الجنوب في كيان الدولة اللبنانية.

ودعا العلامة الأمين قيادات الطائفة الشيعية الحالية إلى التخلي عن الوصاية السياسية والتوجه نحو دعم مشروع الدولة، كما طالب أبناء الطائفة بالمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الأزمات التي يمر بها لبنان.

ولاية الفقيه: جدل فقهي وليس عقائدياً

وعن مفهوم ولاية الفقيه، أوضح العلامة الأمين أنها ليست من أصول العقيدة الإسلامية الشيعية، بل هي مسألة فقهية خلافية. وبيّن أن العديد من العلماء الشيعة رفضوا هذه النظرية، مشيراً إلى أن ولاية الفقيه في الأساس كانت تُبحث في نطاق الولاية على القاصرين والأحوال الشخصية، وليس على الدول والأنظمة. وأضاف أن إعطاء ولاية الفقيه بعداً سياسياً جاء لاحقاً لدعم سلطات دينية معينة.

مشروع وطني جديد للطائفة الشيعية

وفي ختام حديثه، أكد العلامة الأمين إمكانية بلورة رؤية سياسية جديدة للطائفة الشيعية في لبنان تقوم على الثوابت الوطنية، بعيداً عن الانتماءات الطائفية والحزبية الضيقة. وشدد على ضرورة استقلالية الطائفة عن أي وصاية حزبية، داعياً الأحزاب السياسية إلى تبني مشاريع وطنية تشمل حاجات جميع المواطنين.

واختتم العلامة الأمين حديثه قائلاً: “الطائفة الشيعية أكبر من أي حزب أو زعيم، وما تحتاجه اليوم هو العودة إلى مشروع الدولة الواحدة التي تحمي الجميع وتحافظ على وحدة لبنان.”

اخترنا لك