#باسيل الخاسر الأكبر وجنرال #عون جديد في #بعبدا

بقلم حنين دياب

وكأنه يدفعُ ثمنَ غطرسته لسنوات طويلة، بعدما خسِر التسونامي الشعبي لعمّه الرئيس السابق للجمهورية اللبنانية ميشال عون وخسِر جزءاً كبيراً من كتلته النيابية، وخسِر امتيازات كثيرة بسبب وضعه على لائحة العقوبات الأميركية بتهمة الفساد، ها هو اليوم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يخسر فرصة الانخراط بنهوض الدولة اللبنانية، بعدما أصرّ على رفض انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية.

قبل الحديث عن سبب رفض باسيل لانتخاب عون فلنذهب إلى علاقة الرجلين وكيف توترت بينهما، ولماذا صار عون الجنرال عدوّ رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون بعدما اختاره الرئيس يومها قائداً للجيش.

ففي لبنان اعتاد السياسيون أن يتدخلوا بالتعيينات العسكرية كما غيرها ويتقاسمون الحصص كلّ بحسب نفوذه، وليس جبران باسيل وقبله ميشال عون إلّا عيّنة من هؤلاء حتى أتى جوزيف عون قائداً للجيش، فظنّ الساسة أن عون القائد كسواه ينفّذ الأوامر والاملاءات طمعاً بأن يصبح مطلب الجميع ويسوّقونه رئيساً للجمهورية.

ولنكن شهود حق، فإنّ ميشال عون ومع وصوله إلى بعبدا اختار فريقاً جيداً من المسؤولين مثل رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود وقائد الجيش العماد جوزيف عون وغيرهما، لكنّ جميعهم اختلفوا معه بسبب تدخل جبران باسيل في عملهم ورفض عون وضع حدّ له.

ولأن عون القائد رفض تنفيذ أوامر باسيل بدأت تتفاقم أزمته مع القصر الجمهوري حتى وصلت إلى أوجها في ثورة 17 تشرين، حيثُ اتُّهم قائد الجيش يومها بالتساهل مع المتظاهرين وبعدم قمع من يُهينون العهد ورئيسه، فكان جواب القائد أن الجيش يقف على مسافة واحدة من الجميع وهو لن يكون بوجه المواطنين ولن يتدخّل في السياسة.

وفي العودة أيضاً إلى محاولة تدخل السياسيين في الجيش اللبناني فإن قائد الجيش رفض وساطات كبار المسؤولين للدخول إلى المدرسة الحربية، وكان شديد اللهجة مع قياديين في هذا الخصوص، كما أنه رفض الرضوخ لإملاءاتهم في التشكيلات فكان الضابط الصحيح في المكان الصحيح، وبحسب قرار القيادة.

هذا التصرف من عون أضعف نفوذ بعض المسؤولين وأزعج باسيل الذي عانى صلابة القائد وعدم قدرة ميشال عون على تليينه. أما بعد خروج عون من بعبدا فصار خوف باسيل مضاعفاً. فالجنرال عون مرشّح لرئاسة الجمهورية ويشكّل خطراً حقيقياً، بلباسه واسمه وتاريخه ومحبة الناس له، على «التيار الوطني الحرّ». شعر باسيل أن باستطاعة عون الجديد خطف وهج عون القديم وصار يقفل عليه الطرقات في محاولة لمنعه من الوصول. لكنّ القدر كان أقوى من باسيل وتقدم القائد، الذي لم يرضَ بالوساطات ولا بالمحسوبيات ولا بالمشاركة بالفساد، على طريق بعبدا.

على القائد المتواضع، بحسب من يعرفوه، يعلّق كثيرون الآمال، من شيعة ينتظرون إعادة الإعمار ويخافون من الإلغاء والتهميش، إلى سنّة فقدوا الحلم باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، إلى دروز يشعرون بأنهم أقلية مُهدّدة، إلى مسيحيين اشتاقوا لقائد يجمع شخصية الرئيس الشهيد بشير الجميّل ومأسسة الرئيس الراحل فؤاد شهاب، وها هو جوزيف عون يستعد للانتقال من اليرزة إلى بعبدا ومعه أحلام الكثيرين.

اخترنا لك