بقلم حسني حمادة
إن خارطة الطريق التي رسمها الرئيس العتيد في خطاب القسم تبدو طموحة لكنها محفوفة بالتحديات، خاصة فيما يتعلق بالملفات الشائكة مثل حصرية السلاح بيد الدولة و نزع سلاح الميليشيات والمخيمات، وتطبيق القرار الدولي ١٧٠١ و إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب توازناً دقيقاً بين الحنكة السياسية والخبرة الميدانية، إلى جانب خطة تدريجية و آليات تطبيقية واضحة تأخذ في الاعتبار الواقع الداخلي والإقليمي.
المرحلة الاولى ستكون في البدء بسلاح المخيمات ، إذ يُعتبر هذا الملف أقل تعقيداً نسبياً مقارنة بسلاح حزب الله و نجاح هذه المرحلة قد يمنح الرئيس زخماً داخلياً ودعماً دولياً، مما يسهل الانتقال إلى المراحل الأكثر حساسية و التي ستكون مع سلاح حزب الله .
المرحلة الثانية سيكون عنوانها السلاح جنوب الليطاني وتطبيق القرار ١٧٠١ بالتوازي مع خطة انتشار الجيش و المرحلتين الاولى و الثانية قد تستغرقان ما بين سنة وسنتين، مما يمنح الرئيس فرصة لتحقيق تقدم ملموس يتماشى مع بعض نقاط خطاب القسم.
اما المعضلة فهي تكمن في المرحلة الثالثة و التي يمكن عنونتها بشمال الليطاني ومعضلة السلاح إذ من المتوقع أن يتزايد الضغط الدولي على لبنان لاستكمال تنفيذ القرار ١٧٠١ كاملا ونزع السلاح بشكل شامل على مستوى البلاد، هذا الضغط قد يترافق مع تحديات داخلية تتشابك و الملفات الداخلية المعقدة بالإضافة إلى التأثير الإقليمي و الدولي الذي ما زال غامضا بانتظار استلام الرئيس الأمريكي ترامب زمام الحكم و تجلي الصورة بشكل أوضح ليُبنى على الشيئ مقتضاه .