عاصفة القسم الرئاسي تجتاح لبنان…

بقلم د. فؤاد سلامة

وصول نواف سلام لرئاسة الحكومة اللبنانية.. هل حصل نتيجة خديعة أم بسبب تماشي النواب مع المزاج الشعبي وانحناء أمام عاصفة خطاب القسم الرئاسي؟

مصادر إعلامية ذكرت أن “الثنائي الشيعي” عبر عن صدمته من الخديعة التي تعرض لها نتيجة تصويت أغلبية نيابية لصالح نواف سلام بدل أن تكون لصالح نجيب ميقاتي.

هل ما حصل فعلاً هو خديعة أم مفاجأة

يبدو أن حسابات الحقل لم تتلاءم مع حسابات البيدر. فالثنائي الشيعي كان يعتقد أنه يملك أكثرية نيابية تدعم مرشحه نجيب ميقاتي (المتهم بملفات فساد عديدة) لرئاسة الحكومة. واستفاق الثنائي بعد ظهر أمس الاثنين ١٣ كانون الثاني على مفاجأة كبيرة تمثلت بأن أغلبية الكتل النيابية اقترعت لنواف سلام وليس لميقاتي.

الصحافي عمرو ناصف ذكر في مقالته أمس أن ميقاتي، حتى الساعة ١١ من أمس الاثنين الذي كان يوم الاستشارات النيابية الملزمة كان يملك ٧٩ صوتاً من ١٢٨ من عدد النواب، وأن الاستشارات انتهت فقط ب ٩ أصوات لصالح ميقاتي، ما يعني أن ٧٠ نائباً لم يعطوه أصواتهم.

بعملية حسابية بسيطة يتبين أن كتلة الثنائي الشيعي التي تملك ٣٤ نائبا لم تصوت لميقاتي. وأن كتلة حنبلاط التي تملك ٨ نواب لم تصوت لميقاتي.. إذا كان جنبلاط اعتذر من ميقاتي لاضطراره للتصويت لنواف سلام فهذا أمر طبيعي لأنه سبق وأن أيد جنبلاط في الماضي ترشيح سلام لرئاسة الحكومة.

الصحافي عمرو ناصف ذكر أن الانقلاب في التصويت حصل إثر اتصالات قامت بها سفارتان في لبنان. تدخل السفارات معروف في لبنان وإذا كان ذلك قد حصل فهو ليس المرة الأولى. وإذا كان لم يحصل، وهو الأرجح، ومع ذلك انقلبت الموازين النيابية، فلأن الأكثرية النيابية قررت التصويت لصالح نواف سلام تماشياً مع المزاج الشعبي العام وخطاب القسم الرئاسي، وليس نتيجة لاتصالات من سفارات أجنبية.

السؤال هو لماذا لم تصوت كتلة الثنائي بعدد أصواتهم ال ٣٤ لصالح ميقاتي؟ هنا تأتي الخيانة من الناحية الشكلية. لأن لو حصلت خيانة من الكتل النيابية الأخرى فهذا لا ينبغي أن يدفع كتلة الثنائي لارتكاب نفس الخيانة.

في اعتقادي أن تصويت كتلة الثنائي بورقة بيضاء حصل أيضاً تماشياً مع المزاج الشعبي وبالتحديد للرغبة بعدم الاصطدام بهذا المزاج الشعبي، وهذا عين الصواب، وحسناً فعل نواب كتلتي الثنائي الشيعي.

في الخلاصة ينبغي الاعتراف بأن ثمة موجة شعبية عارمة حصلت نتيجة عاصفة هبت مع انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية (الثالثة؟)، عاصفة القسم الرئاسي التي قلبت أمس وقد تتابع قلب الموازين السياسية في الشارع وفي المؤسسات، وأن الكثير من النواب أحنوا رؤوسهم أمام العاصفة.

اخترنا لك