محمد رعد : ما أثقلك

بقلم عماد موسى

الميثاقية من أسس تكوين النظام السياسي في لبنان، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ونقيضها العملي محمد رعد وما يمثله فريقه من فوقية ومكابرة وتشبيح وعنجهية ولؤم وابتزاز وتهديد وحرد وتهويل وقتل وتعطيل وضرب لكلّ المفاهيم التي تقوم عليها الدول الديمقراطية.

محمد رعد، من مؤسسي منظمة جهادية مستقلة مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالمنظومة الإيرانية تأخذ قراراتها الانتحارية بمعزل عن الحكومات الميثاقية، وهذه المنظمة تُطلَق عليها جزافاً صفة حزب فيما وزارة الداخلية لا علم لها ولا خبر بتاريخ تأسيس هذا الحزب (تأسس في السفارة الإيرانية في دمشق العام 1982) ولا بموازنة الحزب ولا باسم مفوضه لدى الحكومة.

قلتم “ميثاقية” سعادة النائب رعد؟

أنتم تقصدون طبعاً أن لا شرعية ولا ميثاقية لحكومة لا تضم وزراء يعيّنهم “طرفا” الثنائي ويوزعان عليهم الحقائب بعد اطلاع رئيس الحكومة على أسمائهم قبيل صدور مراسيم التشكيل.

وأنتم تقصدون أن لا شرعية لرئيس جمهورية لا يرضى عنه الثنائي الشيعي، ولا يشارك الثنائي، أو أحد جناحيه، في ترئيسه. ومن هنا فإن وصول مرشح كميشال معوض إلى بعبدا مستحيل ميثاقياً، ولو صوّت له مائة وصوت واحد!

وأنتم تقصدون أن أي نصاب مجلسي يغيب عنه المكوّن الشيعي هو طعنة نجلاء في صميم الديمقراطية والميثاقية.

وأنتم تقصدون أن خيار المعارضة مشروع لكل الطوائف ما عدا الطائفة الشيعية.

وأن أي قانون مهم، كتشكيل المحكمة الخاصة بلبنان، لا يمكن أن يمرّ في البرلمان، انطلاقاً من تمسك الحاج رعد أند كومباني بالميثاقية الضرورية، وهذا ما حصل. أقفل البرلمان حفاظاً على الميثاقية.

الميثاقية تعني أن يسمّي النواب مرشّح “الثنائي” لتولي حكومة العهد الأولى، أو أن يرشّح الثنائي شخصيتين سنيتين كي يختار النواب بينهما أو يمكن أن يقدم باقة أسماء لا تضم أشرف ريفي وما يعادله. وإلا فنحن أمام طعن الميثاقية في خاصرتها.

وأنتم تقصدون أن ما لنا، كثنائي، لنا، وما لكم لنا ولكم.

الميثاقية لا تلحظ دوراً لطائفة الروم الأرثوذكس في تثبيتها. غياب جماعتنا عن انتخاب رئيس أو تسمية مرشح لن يثير زوابع ولن يؤثر على اللحمة الوطنية، ولن يقض مضاجع “إستيذ” ولن يغضب أحداً من الثنائي الوطني. الروم شي والشيعة شي.

قلتم ميثاقية يا حاج؟

بالميثاقية المشوّهة مارستم الابتزاز في أبشع صوره على رفيق الحريري وعلى نجله سعد، وعلى فؤاد عبد الباسط السنيورة وعلى كل رؤساء الحكومات… حتى على حكومات نجيب ميقاتي الثلاث، وهو اليوم يرتاح من ميثاقيتكم وعنجهيتكم ورهاناتكم وودائعكم السمجة. أعان الله نوّاف سلام على ما ينتظره من ثقل دم وأزمات مفتعلة.

اخترنا لك