بقلم محمود شعيب – كاتب وناشط سياسي
المنسق العام لجبهة جنوبييون مستقلون
المعارضة الشيعية السياسية الحقيقية تحمل على عاتقها دورًا وطنيًا بالغ الأهمية في تصحيح المسار السياسي، ليس فقط ضمن الطائفة الشيعية، بل على مستوى الوطن ككل.
هذه المعارضة تؤمن بضرورة بناء دولة القانون والمؤسسات، وتهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد بعيدًا عن الأجندات الخارجية أو المصالح الشخصية. وهي ترفض رفضًا قاطعًا الانخراط في أي حكومة تُعاد فيها تدوير نفس الطبقة الفاسدة التي تسببت في انهيار الدولة وأفقرت الشعب وخاصة إعادة استلامها لوزارة المالية
على النقيض من ذلك، هناك ما يمكن وصفه بـ”المعارضة المستحدثة الممولة”، التي ظهرت بدوافع شخصية أو بدعم خارجي يحمل أهدافًا خبيثة وغير وطنية. هذه المعارضة تسعى لتفتيت المجتمع وزرع الحقد والكراهية بين الطوائف والمكونات الوطنية، مستغلة معاناة الناس كشعارات لتحقيق مكاسب مؤقتة تخدم من يمولها. هذه الجهات تفتقر إلى المصداقية لأنها لا تمتلك رؤية وطنية شاملة، بل تتحرك بناءً على أجندات تهدف لضرب النسيج الوطني من الداخل.
إن الطائفة الشيعية، كجزء أصيل من المجتمع اللبناني، تمتلك كوادر وكفاءات قادرة على لعب دور وطني متقدم بعيدًا عن الهيمنة الحزبية التقليدية. فهذه الطائفة التي أنجبت علماء ومثقفين وروادًا في مختلف المجالات، لا يمكن حصر دورها في إطار الثنائية الحالية التي باتت تمثل نموذجًا واضحًا للفساد والإقصاء.
المعارضة الشيعية الحقيقية تؤمن بأن لبنان يحتاج إلى تغيير جذري في المنظومة السياسية، ولكن هذا التغيير لن يتحقق إلا من خلال بناء دولة وطنية حديثة بعيدًا عن المحاصصات الطائفية والمذهبية. كما تؤكد هذه المعارضة أن دور الشيعة في بناء الوطن يجب أن يكون متحررًا من هيمنة حزب أو زعيم، ومستندًا إلى الكفاءة والنزاهة والرؤية المستقبلية.
بالتالي، فإن التحدي الأكبر اليوم هو توحيد الصفوف بين المعارضين الشرفاء الذين يحملون رؤية وطنية حقيقية، والعمل على تفكيك منظومة الفساد بكل أشكالها دون الانجرار إلى لعبة التخوين والتمويل المشبوه التي تمارسها بعض الجهات المستحدثة. الطائفة الشيعية تستحق دورًا وطنيًا يليق بتضحياتها وتاريخها، ودورها في بناء لبنان الجديد يجب أن يكون منفتحًا على الجميع ومتجردًا من كل أشكال التبعية.