بقلم محمود شعيب
@Cho82247Chouaib
في مشهد مقزز يتكرر كل فترة، تجوب مجموعات من الموتسيكلات الطائفية شوارع المناطق اللبنانية الآمنة، ناشرة أجواء من الترهيب والاستفزاز الرخيص، في تصرف لا يعكس إلا العقلية الميليشيوية البائدة التي لا تزال تتحكم ببعض العقول المريضة.
هذه الظاهرة ليست مجرد استعراض قوة فارغ، بل هي تذكير بمدى الانحطاط الذي وصلت إليه بعض الجماعات التي تظن أن تخويف الناس في مناطقهم سيغير من الواقع شيئًا.
لكن ما يثير الاشمئزاز أكثر هو نكران الجميل الذي يمارسه هؤلاء، إذ ينسى بعضهم – أو يتناسى عمدًا – أن الكثير من النازحين الشيعة الذين هربوا من المعارك والأزمات، وجدوا الملجأ والأمان في هذه المناطق نفسها التي يجوبونها اليوم وكأنها ساحة لاستعراض العضلات.
عندما تخلى عنهم حزبهم وتركهم لمصيرهم، لم يجدوا سوى أهل هذه المناطق ليحتضنوهم ويوفروا لهم الحماية والمساعدة، بعيدًا عن أي حسابات طائفية أو سياسية.
فهل هذا هو الرد على المعروف؟ هل بهذه الطريقة يُكافأ من فتح بيته ومدّ يد العون في أصعب الظروف؟ أم أن ثقافة الجحود والتكبر أصبحت السمة الغالبة لدى البعض؟
إن اللبنانيين الأحرار، من كل الطوائف والمناطق، لن يرهبهم زعيق الموتسيكلات ولا استعراضات الفوضى. لبنان لن يكون رهينةً لفئة تعتقد أن استقواءها على الآمنين هو دليل على قوتها، بينما الحقيقة الواضحة أن هذا السلوك لا يعكس إلا ضعفها وتخبطها في مرحلة الانحدار.