نداء عاجل الى رئيس الجمهورية

بقلم الإعلامية ايلديكو ايليا

أتوجه اليكم فخامة الرئيس لأنني اعلم جيّدا نزاهتكم وكفاياتكم وقدرتكم على الاصلاح الشامل ولو كانت العدّة متواضعة حتى الساعة.

اعرف انكم عندما كنتم في قيادة الجيش تجرأتم على ترسيخ ثقافة مكافحة الفساد واطلقتم الخطوة الاولى في طريق مأسسة الوقاية من الفساد لاعلاء شأن المؤسسة العسكرية ولأنكم مؤمنون أن الجيش كصمام الأمان لكل اللبنانيين يجب ان يبقى منزها عن اي شائبة ونجحتم، ونلتم التقدير والتكريم من اكثر من جهة خارجية وفي طليعتها المعهد الاميركي لمكافحة الفساد.

من هذا المنطلق اتوجه بندائي يا فخامة الرئيس، لتكون لكم الكلمة الفصل لايقاف المهزلة المستمرة في الاحتيال والالتفاف على القوانين والتي دأب عليها بعض القضاة في الآونة الأخيرة.

كل من تدرّب على مكافحة الفساد يعرف تماما ان جرائم الفساد لا تسقط بمرور الزمن، كما ينص عليه المبدأ التاسع من المبادئ العشرة لمكافحة الفساد: ” لا يسقط الفساد بالتقادم” وهو اجراء ردعي يساهم في خفض نسبة الفساد، وهو مبدأ مكمل لمبدأ عدم الافلات من العقاب.

فهل يعقل يا فخامة الرئيس ان يكون الجدل حول اذا ما يمكن اعتبار التعديل الذي طال القانون في العام 2020 ساري المفعول ام لا، لان النص لم يلحظ صراحة اذا كان للقانون المعدّل مفعول رجعي ام لا في ما يتعلق بمرور الزمن في جرائم تبييض الأموال وسواها؟ هل يعقل والجرم مرتبط بالمال العام الذي لا نعرف كيف تمت الاستفادة منه من خلال من اساءوا استغلال سلطتهم من مواقعهم، اذ ان مجرد الاقرار بالجرم وحصوله يوجب انزال عقوبة كي لا تكون الدولة بقضائها، الذي وعدتم باقرار مشروع استقلاليته، المشجع الاول على الاستمرار في الفساد لا بل مأسسته بدلا من الوقاية منه.

اساءة اسنغلال السلطة واضحة في ملف الاثراء غير المشروع، والدولة اللبنانية وقـّعت على معاهدة الامم المتحدة لمكافحة الفساد وباتت ملزمة بالمعالجة وتقع على عاتقها مسؤولية كشف الفساد، وعندما يقع التقصير اكان متعمدا ام لا، لا يحق لها التسامح بموضوع الفساد على حساب مصلحة الشعب اللبناني، الذي يعاني اصلا أزمات جمة وليس آخرها احتجاز امواله في المصارف.

نخاف يا فخامة الرئيس بأن يكون كل ما يحصل هو لتكريس عرف قانوني لتبرئة كل من ستصل موس المحاسبة الى ذقونهم في ما بعد. وان يدرجوا كل ذلك ضمن سياسة عفى الله عما مضى، بحيث يبقى من يخرج من السلطة حرًا طليقًا ويتنعم باموال الناس المنهوبة دون ادنى محاسبة.

لذلك نتوجه اليكم بهذا النداء لأننا شعرنا بانتخابكم انه اصبح لنا مرجعية نلجأ اليها، بعد ان كنا يتامى على قارعة الحياة في بلدنا المسلوب الإرادة والسيادة.

اخترنا لك