من منصة الثورة إلى تغيير الوطن : الحكومة التي يبنيها الشعب

بقلم كوثر شيا

لطالما كان الوصول إلى المناصب القيادية في لبنان حكرًا على الذين ينتمون إلى الأحزاب التقليدية، حيث تُبنى مسيرة الإنسان الناسب على الولاءات والمصالح القديمة.

لكن في زمن الثورة، تحررنا من قيود هذا النظام وصنعنا منصة متكاملة ليست حزبًا، بل رؤية جديدة لدولة مدنية ترتكز على الكفاءات والجدارة بعيدًا عن المحاصاصات.

هذا النجاح الثوري هو بوابة التغيير؛ فقد أثبتنا أن الطريق إلى الإصلاح لا يُعتمد على أساليب السلطة القديمة القائمة على الانقسام والشد العصبي.

لقد أصبح بإمكان الأشخاص المختصين والملتزمين – أولئك الذين يمتلكون الخبرة والنزاهة – أن يتبوأوا المناصب دون أن تكون مسيرتهم محكومة بمتطلبات التمثيل الحزبي. في زمن الثورة، تشكلت إرادة شعبية حقيقية تُعلي صوت الناس وترفض “قرف السلطة” والبلطجية الحاكمة.

اليوم، يحتاج لبنان إلى حكومة تُترجم هذه الإرادة إلى واقع عملي، حكومة تتألف من كوادر نزيهة وكفؤة تعمل بتكامل وتنسيق لتحقيق إصلاحات وطنية جذرية.

ليست مهمة الحكومة مجرد توزيع أوزان السلطة، بل هي مهمة إنقاذ الوطن وإعادة بناء الثقة بين المواطن والمؤسسات. يجب أن تُعتمد المعايير في اختيار الوزراء على الكفاءة والجدارة، لا على التزامات سياسية أو ولاءات ضيقة، حتى تسحب السجاد من تحت أُجور الأطراف التي طالما عرقلت مسيرة التغيير.

إن منصة الثورة التي أنشأناها اليوم تمثل نموذجًا جديدًا لصورة دولة مدنية تستند إلى مبدأ أن التغيير يبدأ من اختيار الأشخاص القادرين على خدمة الوطن، وليس من خلال الانتماء لحزب أو منظمة قديمة.

هذا المنهج الجديد يُعد رسالة صريحة لكل من يؤمن بأن مستقبل لبنان يستحق أكثر من مجرد صراعات على السلطة، بل يستحق حكومة تُعيد إلى الوطن مكانته الحقيقية وتضمن تحقيق التنمية والاستقرار.

في الختام، نعلن بأننا – نحن الشعب – “كلنا إرادة حقيقية”، صوت لا يُقهَر لمن يسعى لإنهاء فوضى السلطة والبلطجية الحاكمة. إننا نؤمن بأن المستقبل يبدأ اليوم من اختيار كوادر تتميز بالنزاهة والكفاءة، تُشكل حكومة إنقاذية تُعيد بناء الوطن على أسس جديدة ترتقي بمستقبل لبنان وتضع بين يدي المواطنين أمل التغيير الحقيقي.

اخترنا لك