بقلم فرح منصور
انطلقت أولى مراحل استجواب المدعى عليهم في قضية تفجير المرفأ، بعد تعطيل دام لأكثر من ثلاث سنوات متواصلة. وفي مشهدٍ طال انتظاره، مثُل المدعى عليهم أمام المحقق العدلي طارق البيطار وقدموا كل المعلومات المطلوبة منهم وانتهت الجلسات من دون اتخاذ أي إجراء قضائيّ بحقهم.
فشلت محاولات بعض المدعى عليهم من الطبقة السياسية في قضية المرفأ بإقناع كل المطلوبين لجلسات التحقيق بمقاطعة البيطار وعدم حضور أي جلسة استجواب بهدف “عدم الاعتراف بشرعية المحقق والتحقيق”.
وما حصل في قصر عدل بيروت اليوم، الجمعة 7 شباط، يؤكد أن الملف سيسلك طريقه الصحيح بعد سنوات من العرقلة المقصودة لطمس التحقيقات.
المثول أمام البيطار
صباح اليوم حضر البيطار لقصر عدل بيروت لاستئناف التحقيقات، وكان قد حدّد سابقًا مواعيد لاستجواب ستة من المدعى عليهم في الملف. ولم تُقدم أي طلبات اليوم من المطلوبين للتحقيق لردّ البيطار أو لمخاصمته، بل قرروا المثول أمامه والاعتراف بشرعيته، بحجة أنهم غير مسؤولين عما حصل في الرابع من آب، وبالتالي هي فرصة مناسبة لإثبات براءتهم”.
وحسب مصادر قضائية لـ”المدن” فإن جلسات الاستجواب حددت اليوم لكل من موسى هزيمة (مدير إقليم بيروت في الجمارك بالإنابة سابقًا)، محمد أحمد قصابية (موظف في المرفأ)، مروان كعكي (موظف في المرفأ)، ربيع سرور (مسؤول الأمن في العنبر رقم 12)، إضافة إلى سليم شبلي صاحب شركة شبلي للتعهدات والصيانة التي تولت أعمال التلحيم في العنبر رقم 12.
التعاون مع البيطار
ووفقًا لمعلومات “المدن” فإن الوكيل القانوني لمحمد أحمد قصابية قدّم معذرة طبية لتواجده داخل المشفى وتعهد بالمثول أمام البيطار في الواحد والعشرين من شباط الجاري.
وحضر سليم شبلي جلسة التحقيق وكرّر إفادته السابقة التي سبق وأن قدمها للبيطار. يذكر أنه سبق وأن نفذ عدة عمليات صيانة وورش في مرفأ بيروت في السنوات العشرين الأخيرة، وبدأ العمل في مناقصة صيانة وترميم فجواب وأبواب العنبر 12 في نهاية تموز العام 2020، واستكملها في الثالث والرابع من آب من العام نفسه، وغادر طاقم العمل عند الخامسة مساءً مرفأ بيروت. وأكد أنه والفريق لم يكونوا على علم بخطورة المواد الموجودة في العنبر آنذاك، وأن الحريق اشتعل بعد مغادرتهم المرفأ. وأن طبيعة عملية التلحيم لا تولد نارًا ولا يمكنها أن تسبب ما حصل في العنبر، وأن الحريق شب في مكان مختلف عن مكان تواجد الفريق”.
واستجوب ربيع سرور لأكثر من ساعة، وتجاوب مع البيطار في الأسئلة التي طرحت عليه ولم تسطر أي مذكرة توقيف وجاهية بحقه، ومن الممكن أن تحدد جلسة أخرى له خلال الأسابيع المقبلة. أما الوكيل القانوني لمروان كعكي فقدم الدفع الشكلي وتعهد بالمثول أمام البيطار في الواحد والعشرين من شباط، والوكيل القانوني لموسى هزيمة قدم معذرة لتواجده حاليًا في الولايات المتحدة الاميركية وتعهد بالمثول أمامه في السابع من آذار المقبل، وتغيب صاحب شحنة سافارو VLADYMYR VERBONOL عن جلسة استجوابه ولم يتخذ أي إجراء بحقه.
لا إجراءات قضائية
وحسب معلومات “المدن” فإن هذه المرحلة ستكون لاستجواب كل المدعى عليهم، وترجح مصادر متابعة إلى أن البيطار لن يتخذ أي إجراء قضائي بحق أي مطلوب للاستجواب، وهي فرصة لحضور كل المدعى عليهم جلسات استجوابهم بهدف تجميع المعلومات والمعطيات، وسيكون البيطار بانتظار معالجة الأمور العالقة بينه وبين النيابة العامة التمييزية، إذ لم يحول بعد الدفوع الشكلية التي قدمها بعض المدعى عليهم خلال جلسات استجوابهم اليوم.
وحسب معلومات “المدن” فإن البيطار سيستكمل تحقيقاته يوم الثلاثاء المقبل، 11 شباط، حيث حدد مواعيد لاستجواب كل من أسعد طفيلي (رئيس المجلس الأعلى للجمارك)، غراسيا القزي (عضو سابق في المجلس الأعلى للجمارك)، العميد ريمون الخوري (المدير العام الحالي للجمارك)، العميد في الجمارك عادل فرنسيس.
أجواء ايجابية؟
ووفقًا لمصادر قضائية لـ”المدن” فإن اجتماعًا ضمّ المحقق العدلي طارق البيطار والرئيس الأول لمجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، والمدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار بعد انتهاء البيطار من جلسات استجوابه. ولفتت المصادر إلى أن هناك مساع مشتركة لحلحلة هذا الملف، إذ يحاول الحجار ايجاد كل الحلول القانونيّة لمعالجة عراقيل هذا الملف، وأكدت المصادر لـ”المدن” إلى أن ملف المرفأ “انطلق بشكل ايجابيّ” وما حصل اليوم يؤكد أن الحقيقة باتت على مسافة قليلة من البيطار.