NW
مرّة جديدة يثبت “حزب الله” وأنصاره أنّهم لا يحسنون سوى لغة الشارع والتهديد والوعيد، بهدف الوصول إلى مبتغاهم ودفع “الدولة” للرضوخ إلى “الدويلة”.
عند كلّ محطّة، يشهرون سيف الفوضى والشغب للاعتراض على قرار لم يعجبهم أو رأي يخالفهم. وهذه المرّة أيضاً تجاوز احتجاجهم كلّ حدود، فلم يوفّروا مدنياً ولا عسكرياً ولا جندياً أممياً.
ففي جولة ثانية من الاحتجاج على منع الطائرة الإيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، صعّد “أنصار الحزب” تحرّكاتهم على طريق المطار، التي أقفلوها بالنفايات والحجارة والركام والإطارات المشتعلة.
ولم يكتفوا بذلك، فروّعوا المارة واعتدوا على السيارات وعلى عناصر الجيش اللبناني، كما نالت آلية تابعة لليونيفيل نصيبها من الشغب، حيث أضرم المحتجون النار فيها واعتدوا بالضرب على كلّ من كان على متنها، ما أدّى إلى جرح نائب قائد قوات اليونيفيل المنتهية ولايته النيبالي شوك بهادور داكال.
الجيش تدخّل بكل حزم لوقف التحرّك الاحتجاجي وتفريق الحشود “الغاضبة”، متعهّداً بالعمل على منع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المخلّين بالأمن.
هذا الاعتداء اعتبرته “اليونيفيل” انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقد يشكل جريمة حرب، مطالبة السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري، والسعي لتقديم جميع المتورّطين إلى العدالة.
وكان رئيس الحكومة نواف سلام، قد ندّد بالهجوم، وطلب من وزير الداخلية اتخاذ الإجراءات العاجلة لتحديد هوية المعتدين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص.
بدوره، طلب وزير العدل عادل نصار من النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، التحرّك للتحقيق في أحداث طريق المطار، واتّخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. في حين أكد وزير الدفاع ميشال منسى لقائد “اليونيفيل” أرولدو لازارو العمل على توقيف المعتدين واحالتهم الى العدالة.
وفي بيان لافت اعتبرت “حركة أمل”، أنّ الاعتداء على اليونيفيل هو اعتداء على جنوب لبنان، وأن قطع الطرقات هو طعنة للسلم الاهلي.
أمّا “قناة المنار”، الناطقة باسم “الحزب”، فسارعت كالعادة، لتوجيه أصابع الاتهام إلى عناصر فوضوية وغير منضبطة.
وسبقت هذه التطورات الميدانية، محاولة من شركة طيران الشرق الأوسط لاحتواء الأزمة، فأرسلت طائرتين إلى طهران لإعادة اللبنانيين العالقين هناك، غير أنّ إيران رفضت السماح للطائرتين بالهبوط على أراضيها، إلا إذا أجاز لبنان هبوط الطائرات الإيرانية في بيروت.