المملكة العربية السعودية بوصلة المنطقة ولبنان جزء من المعادلة

بقلم محمد قصب

لطالما كانت المملكة العربية السعودية قوةً محورية في رسم معالم السياسة العربية، مستندةً إلى ثقلها الاستراتيجي ورؤيتها الواضحة للاستقرار الإقليمي.

وبينما تعمل الرياض على توجيه البوصلة السياسية نحو تحقيق الأمن والتنمية، يواجه لبنان تحديات كبيرة، تفاقمت بفعل التدخلات الخارجية والأزمات الداخلية، مما جعله ساحة لصراعات أبعدته عن مساره الطبيعي.

لبنان في المعادلة السياسية السعودية

1. دعم تاريخي واستراتيجي

لم تتوانَ السعودية عن دعم لبنان، سياسيًا واقتصاديًا، انطلاقًا من حرصها على استقراره ووحدته. قدمت المملكة مساعدات اقتصادية ضخمة للبنان على مدار العقود الماضية، وساهمت في إعادة إعماره بعد الحروب والأزمات التي عصفت به، كما لعبت دورًا أساسيًا في اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية وأعاد التوازن إلى الدولة اللبنانية.

2. رفض الهيمنة على القرار اللبناني

على عكس بعض القوى الإقليمية التي سعت لاختطاف القرار السياسي اللبناني لصالح أجنداتها الخاصة، التزمت السعودية باحترام سيادة لبنان ودعمت استقلالية قراره الوطني. موقفها كان واضحًا: لبنان يجب أن يكون دولةً مستقلة ذات سيادة، وليس ساحة نفوذ أو منصة لتنفيذ مشاريع تخريبية تتعارض مع مصالح شعبه.

3. التصدي لمشاريع الفوضى

أدركت المملكة أن استقرار لبنان لا يمكن أن يتحقق في ظل استمرار التدخلات الخارجية التي تقوّض سيادته، وتحوّل بعض أطرافه إلى أدوات في صراعات لا تخدم اللبنانيين. من هذا المنطلق، تبنّت موقفًا واضحًا يدعو إلى استعادة الدولة لسلطتها، ووقف استخدام لبنان كمنصة لتهديد الأمن العربي.

المنهزمون سياسيًا والخاسرون عسكريًا والفاسدون ماليًا: لماذا لا يملكون حق رسم المستقبل في لبنان؟

• المنهزمون سياسيًا هم الذين فشلوا في كسب ثقة اللبنانيين وأصبحت مشاريعهم غير قابلة للحياة بسبب افتقارهم للرؤية أو ارتهانهم لأجندات خارجية لا تخدم الأمة. هؤلاء لا يمكن أن يكونوا قادة المستقبل لأنهم فقدوا شرعيتهم أمام الشعب اللبناني.

• الخاسرون عسكريًا هم الذين راهنوا على خيارات خاطئة أدت إلى تدمير الوطن أو إدخاله في أزمات لا خروج منها. هؤلاء لا يملكون القدرة على تحديد مسار المنطقة لأن قراراتهم السابقة قادت إلى الفوضى بدلاً من الاستقرار.

• الفاسدون ماليًا هم من باعوا سيادة لبنان مقابل مكاسب شخصية، وسرقوا مقدرات اللبنانيين بدلاً من استثمارها في بناء لبنان القوي. هؤلاء لا يمكن أن يكونوا شركاء في رسم مستقبل مشرق لبلدنا، لأن فسادهم هو سبب رئيسي في تدهور أوضاعنا.

السعودية بوصلة الاستقرار في المنطقة ولبنان جزء من المعادلة

المملكة ليست مجرد طرف في المعادلة الإقليمية، بل هي القوة التي توجه البوصلة السياسية نحو الاستقرار، ليس فقط في الخليج، بل في كل العالم العربي، ولبنان ليس استثناءً. دعمها له لم يكن يومًا مشروطًا أو قائمًا على المصالح الضيقة، بل كان دائمًا نابعًا من رؤية تهدف إلى استعادة لبنان لدوره كدولة عربية مستقلة، قادرة على النهوض بعيدًا عن الفوضى والارتهان للخارج.

اخترنا لك