العميد جورج نادر : استمرار السلاح خارج الدولة يشكل تهديدًا للأمن الوطني

في حديث خاص مع الدكتور أحمد ياسين، كشف العميد الركن جورج نادر، قائد فوج المجوقل السابق، عن نظرة شاملة لوضع الجيش اللبناني في ظل التحديات السياسية والإقليمية الراهنة. نادر أكد على أن الجيش اللبناني يمتلك الكفاءات الوطنية التي تتفوق على مستوى العالم، مشيرًا إلى الضباط اللبنانيين الذين يحققون نتائج مبهرة في الدورات التدريبية التي يخوضونها في أرقى الكليات العسكرية في أوروبا وأمريكا. وقال إنه خلال فترة عمله ملحقًا عسكريًا في باريس، كان يشهد تفوق الضباط اللبنانيين في تلك الأكاديميات العسكرية.

ولكن نادر شدد على أن المشكلة الأساسية لا تكمن في الجيش اللبناني نفسه، بل في السلطة السياسية التي لم تولِ اهتمامًا كافيًا لتسليحه بشكل مناسب أو بناء جيش قوي قادر على الدفاع عن حدود لبنان. وأضاف قائلاً: “قبل ستين عامًا، قال اللواء فؤاد شهاب للنواب: “بناء الجيوش يكلف كثيرًا، لكن عدم بنائها يكلف أكثر.” واليوم، نحن ندفع ثمن هذا الإهمال.”

وتناول نادر أيضًا تنفيذ القرارات الدولية، مشيرًا إلى أنه إذا كان حزب الله يرفض تسليم سلاحه، فكيف سيكون تنفيذ القرارات؟ وقال: “الحزب يتحدث عن الالتزام بالكلام، لكنه لا يتخذ خطوات فعلية”. واعتبر أن المشهد الإقليمي قد تغير بشكل كبير، وأن إسرائيل أصبحت تتحرك بحرية في المنطقة دون أن يوقفها أحد.

وأكد نادر على ضرورة أن يكون الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة التي تمتلك السلاح الشرعي في لبنان، وهو الذي يخضع دستوريًا لأوامر السلطة السياسية، مشيرًا إلى أن استمرار السلاح خارج الدولة يشكل تهديدًا للأمن الوطني.

كما أشار إلى أن لبنان لم يلتزم بالقرار 1701، وهناك مستودعات أسلحة وأنفاق تم مصادرتها. وقال: “إسرائيل تستغل هذا الأمر، ولديها حرية حركة غير مسبوقة”، وحذر من أن القرار الدولي قد يُفرض بالقوة إذا لم يتم الالتزام به طوعًا.

وفيما يتعلق بمستقبل سلاح حزب الله، تحدث نادر عن أفكار داخلية تتعلق بتسليم السلاح جنوب الليطاني، مع الاحتفاظ به في شمال الليطاني، وهو ما يعتبره نادر خطرًا كبيرًا على اتفاق الطائف، لأنه يمنح إسرائيل منطقة عازلة. ورأى أن الحزب يُعيد ترتيب أولوياته، وقد بدأ في النظر إلى مواقفه بمنظور جديد.

كما أشار نادر إلى أن حزب الله أمام مفترق طرق، حيث يتواجد جناح الحمائم الذي يريد تسليم السلاح والانخراط في الدولة، مقابل جناح الصقور الذي يصر على التمسك بالسلاح. نادر أكد على أن الحل اللبناني هو الخيار الصحيح، وأنه لا يعني إذلالًا أو هزيمة، بل هو خطوة نحو بناء دولة حقيقية.

وفي ختام حديثه، وجه نادر رسالة إلى رئيس الحكومة نواف سلام، قائلاً: “الناس رفعوك في 17 تشرين، فكن على قدر تطلعاتهم.” كما دعا الرئيس جوزاف عون للاستماع إلى مطالب الناس الذين يريدون بناء الدولة معًا.

اخترنا لك