بقلم كوثر شيا – ناشطة في مبادرة Plasma Energy Nexus LB
أعزائي اللبنانيين، هل تخيلتم يومًا أن الحلول لأزماتنا المتعددة – من انقطاع الكهرباء إلى تلوث المياه والتربة – قد تكون في متناول أيدينا بتقنية بسيطة لكنها ثورية؟ اسمها طاقة البلازما، وهي ليست خيالًا علميًا، بل علم حقيقي مدعوم بأبحاث رائدة، وسنبدأ في تطبيقه قريبًا في لبنان من خلال مبادرة “Plasma Energy Nexus LB” بالشراكة بين جمعية عطر الأرز (Otralerz NGO) في لبنان وشركة Plasma Energy Romania.
ما هي طاقة البلازما؟
البلازما هي الحالة الرابعة للمادة، وهي ببساطة غاز مؤين يحتوي على شحنات كهربائية، تمامًا كما نراها في البرق أو في وهج الشمس. في العقود الأخيرة، استخدم العلماء هذه التقنية في تطبيقات مذهلة، بدءًا من تنقية المياه وإنتاج الطاقة النظيفة وصولًا إلى تحسين جودة الزراعة ومعالجة النفايات. والأجمل أن هذه التكنولوجيا ليست معقدة ولا خطرة، ويمكن تطبيقها بسهولة في المجتمعات المحلية وحتى في المدارس!
كيف يمكن أن تساعد طاقة البلازما في حل مشاكل لبنان؟
1. أزمة الكهرباء
– يمكن لمحطات البلازما توليد كهرباء مستدامة بتكلفة أقل بنسبة 70% مقارنة بالمولدات التقليدية، ودون الحاجة إلى وقود ملوث.
– التكنولوجيا تعتمد على مواد متاحة محليًا، مما يعني تقليل الاعتماد على الاستيراد.
2. تلوث المياه والتربة
– باستخدام أجهزة بلازما صغيرة، يمكن تنقية مياه الشرب من البكتيريا والمواد السامة خلال دقائق.
– يمكن تحضير مواد نانوية تسمى GANS في المدارس والقرى، وهي قادرة على إعادة إحياء التربة الملوثة وتعزيز نمو النباتات بشكل طبيعي.
3. التخلص من النفايات
– بدلاً من طمر النفايات أو حرقها (مما يسبب أمراضًا خطيرة)، يمكن تحويلها إلى طاقة نظيفة أو أسمدة زراعية باستخدام تقنية البلازما.
4. تعزيز الإنتاج الزراعي
– يمكن لمواد البلازما أن تزيد من معدلات نمو المحاصيل دون الحاجة إلى أسمدة كيميائية، مما يحسن الأمن الغذائي في لبنان.
شراكة لبنانية-رومانية من أجل المستقبل
جمعية عطر الأرز (Otralerz NGO) في لبنان تعمل بالشراكة مع Plasma Energy Romania لإدخال هذه التكنولوجيا إلى بلادنا. لقد بدأنا بالفعل تحضير المشروع، وقريبًا ستظهر نتائجه على أرض الواقع! هذا التعاون يمنحنا إمكانية الوصول إلى المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة، مما يساعدنا على إيجاد حلول عملية لمشاكلنا اليومية.
كيف يمكن لكل فرد أن يشارك؟
هذه التقنية ليست محصورة بالخبراء! أي شخص – سواء كان طالبًا أو مزارعًا أو ناشطًا بيئيًا – يمكنه المساهمة:
– في المدارس: يمكن للطلاب تعلم كيفية صنع مواد GANS لتنقية المياه والتربة.
– في القرى: يمكن استخدام أجهزة بلازما بسيطة لتحسين جودة المياه والزراعة.
– في الدولة: يجب دعم هذه التكنولوجيا بقرارات حكومية لتجريبها وتوسيع نطاق استخدامها.
نداء للعمل: طاقة المستقبل بأيدينا!
أيها اللبنانيون، طاقة البلازما ليست مجرد فكرة خيالية أو تقنية معقدة محصورة في المختبرات، بل هي امتداد لعلم الكيمياء القديمة (Alchemy)، حيث يتم تحويل العناصر الطبيعية بفعل التفاعلات الفيزيائية والكيميائية لإنتاج طاقة نظيفة ومستدامة. هذه التقنية تعد جزءًا من الطب النووي والطاقة المتجددة، وهي بالفعل قيد الاستخدام اليوم في العديد من الدول حول العالم، حيث تطبق بنجاح على المستوى الفردي بفضل كلفتها البسيطة وسهولة استخدامها.
ولكن لماذا لم تصبح هذه التقنية متاحة للجميع بعد؟ السبب واضح: المصالح التجارية الكبرى والشركات العالمية لا تريد لنا فهمها، لأنها تشكل تهديدًا لمنظومة الطاقة التقليدية التي تعتمد على الوقود الأحفوري والمصادر الملوثة. فهذه الاختراعات يمكنها تغيير ميزان القوى الاقتصادية، لأنها تتيح للأفراد توليد الطاقة الخاصة بهم دون الحاجة إلى شركات الكهرباء أو الوقود المستورد.
الآن، ومع انطلاق مبادرة “Plasma Energy Nexus LB” في لبنان، لدينا الفرصة لكسر هذا الاحتكار وتحقيق الاستقلال الطاقوي والبيئي عبر تبني هذه التكنولوجيا. نحن لا ننتظر الحكومات أو الشركات الكبرى لتمنحنا هذه الحلول، بل يمكننا نحن، كأفراد ومجتمعات، أن نبدأ اليوم في تطبيقها عمليًا!
كيف نبدأ؟
1. نشر المعرفة: كل شخص يمكنه التعرف على طاقة البلازما وفهم تطبيقاتها. يمكن للمدارس والجامعات تنظيم ورش عمل حول تقنيات GANS والبلازما.
2. التجربة المنزلية: يمكن لأي شخص إنشاء مواد GANS في المنزل لتنقية المياه أو تحسين التربة.
3. المطالبة بالدعم: يجب أن نرفع الصوت للمطالبة بدعم حكومي لمشاريع البلازما، وتسهيل استيراد الأجهزة والتدريب.
4. التعاون المجتمعي: المبادرات المحلية يمكن أن تكون البداية لتطبيق هذه التقنيات في القرى والمدن، حيث الحاجة إلى حلول طاقة نظيفة وبديلة.
نحن في Otralerz NGO وبالتعاون مع Plasma Energy Romania، بدأنا بتحضير مشروع طاقة البلازما في لبنان، وهو على وشك أن يبصر النور قريبًا. لكن نجاحه يعتمد على مشاركة الجميع: العلماء، الطلاب، المزارعين، الناشطين البيئيين، وحتى المواطنين العاديين الذين يؤمنون بمستقبل أفضل للبنان!
معًا، يمكننا بناء لبنان مستقل طاقويًا، نظيف بيئيًا، ومستدام اقتصاديًا. لنأخذ الخطوة الأولى، فالعلم بين أيدينا، والتغيير يبدأ بنا!