فادي أبو جمرا يستعيد ذكريات النضال ضد الاحتلال السوري ويؤكد : لا قمع قادر على كسر إرادة اللبنانيين

نشر الناشط السياسي فادي أبو جمرا تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”، مستعيدًا ذكرياته في حركة الطلاب في “التيار الوطني الحر”، حيث قاد في مثل هذا اليوم قبل 24 عامًا أول مظاهرة طلابية ضد موقع للجيش السوري المحتل في منطقة الفنار، ضمن سياق استكمال حرب التحرير التي أطلقها مجلس الوزراء العسكري عام 1989 بقيادة العماد ميشال عون.

وفي سرده لتلك الأحداث، تحدث أبو جمرا عن الشعور المتناقض بين الفخر والخيبة، حيث استذكر الجرأة التي تحلّى بها الطلاب يومها والمخاطر التي واجهوها، مقابل التحولات التي شهدها المشهد السياسي لاحقًا.

أشار أبو جمرا إلى أن البعض رأى في تلك التحركات مجرد تعزيز لظاهرة “عبادة شخصية” حول الجنرال ميشال عون، وهو ما كان بالفعل دافعًا للبعض، لكنه شدد على أن مجموعة صغيرة من المناضلين كانت تمتلك قناعة أعمق قائمة على ثلاث ركائز:

– رفض أي ديكتاتورية في لبنان، حيث اعتبر أن التنوع هو سرّ الحرية في هذا البلد.

– رفض أي تحالف مع قوة خارجية ضد لبنانيين آخرين، مهما بلغت الخلافات.

– اعتبار حرية التعبير السياسي مقدّسة، ولا يمكن المساس بها تحت أي ظرف.

لكن رغم فخره بتلك التجربة، عبّر أبو جمرا عن خيبته مما آلت إليه الأمور، خاصةً حين تتحول المبادئ إلى سلعة، والسلطة تغيّر حتى أنقى النوايا، ويُكتب التاريخ بأيدي غير أصحاب القلوب النقية.

واختتم أبو جمرا تدوينته بتأكيده على أن لبنان لن يركع لأي قمع، لا من الخارج ولا من الداخل، مشددًا على أن النضال من أجل الحرية والكرامة والسيادة لم يكن مرتبطًا بشخص أو حزب أو مرحلة، بل هو جوهر الكيان اللبناني. وبرغم كل ما حدث، شدد على قناعته الثابتة بأنه لا ندم على النضال، فالقضية تبقى أكبر من الأشخاص والمراحل.

اخترنا لك