بقلم شادي هيلانة
بسرية تامة يُسلّم “حزب الله” خرائط تكشف مواقع مراكزه ومخازن اسلحته، للجيش اللبناني في جنوب نهر الليطاني، يعتبره البعض ضُعفًا نتيجة ما تلقاه من ضربات شبه قاصمة وقاضية، بحيث أن الحزب لم يعد يجد تبريرًا لِبقاء سلاحه طالما الإسرائيلي غير مرتدع، لتدمير أو إنهاء الدور لهذا السلاح عبر كبح جماحه.
الأهّم من ذلك، وفق معلومات kataeb.org الدبلوماسية، أن الحزب بوارد تسليم سلاحه بشكلٍ كامل، وذلك بناءً على التطوارت الإقليمية في المنطقة، لا سيما في المنحى التي ستسلكه الولايات المتحدة الأميركية في المفاوضات مع الجمهورية الإسلامية في طهران، بالتالي أبرز بنود الترتيبات التي سيتباحث بها الطرفان، تشمل سلاح الميليشيات الإيرانية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين، وعلى هذا الاساس يتحدد فشل أو نجاح التفاوض مع إيران.
وفي المعطيات المتوافرة، أن الحزب سيقوم بتأخير تسليم سلاحه في شمالي الليطاني والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، وذلك للحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية على الصعيد الداخلي، في إشارة إلى أن هذه المناورة قد تمتد إلى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة عام 2026، كَوُن الحزب أكثر ما يخشاه، فقدان لهيبته أمام بيئته التي ستنقلب ضده، بعدما خسر عمليًّا وفعليًّا وواقعيًّا، سلاحه وعمقه الإقليمي.
وعلى حدّ قول المطلعين، إذا لم يتم جمع السلاح من أيدي الميلشيات كافة لتكون تحت سيطرة الدولة، سيضع لبنان مجدداً في عين العاصفة، بالتالي لن يتحقق الإصلاح المرجو، كما لن توجد الأموال التي تدعم إعادة الإعمار، لذا أن ذلك يتطلب أقصى درجات التضامن والتنسيق بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، ومعهم رئيس البرلمان نبيه برّي، الناطق الرسمي بإسم “الثنائي الشيعي”، على إعتبار أن الأخير هو الأكثر إدراكًا من جهة ضيق الوقت أمام لبنان من أجل إنهاء أي سلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية وفي مهلة زمنية قصيرة.