نشرت مجلة Entrevue الفرنسية، لصاحبها عمر حرفوش، مقالاً تناول مواقف وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة بشأن سلاح “حزب الله”، ووصفتها بـ”المتهاونة” بشكل لافت، وذلك في أعقاب مقابلة إعلامية أجراها مساء الأحد، عقب زيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت.
وسلط المقال الضوء على ما وصفه بـ”الليونة المحرجة” في موقف الوزير تجاه “حزب الله”، مشيراً إلى أن سلامة رأى أن لبنان “ليس جاهزاً بعد” للتفاوض حول ترسيم حدوده البرية مع العدو الإسرائيلي، واعتبر أن الأولوية يجب أن تُمنح لتطبيق القرار 1701 وتثبيت وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي المحتلة، معتبراً أن نزع سلاح “حزب الله” ليس مطروحاً في المدى القريب، بل ينبغي التعامل معه وفق “مفهوم واقعي” يتضمّن الثقة الشعبية، إعادة الإعمار، وضمانات حماية من الدولة.
كما شدّد الوزير في المقابلة على رفض أي إملاءات خارجية بشأن نزع السلاح، داعياً بالمقابل الولايات المتحدة وفرنسا إلى ممارسة الضغط على “الكيان الغاصب”، متهماً إياه بانتهاك القرارات الدولية.
وعلّق سلامة على موضوع التطبيع مع “إسرائيل” بالقول إنه “مستحيل من دون توافق وطني”، مشيراً إلى أهمية معرفة موقف السعودية أولاً قبل الخوض في هذه المسألة.
وفي مقطع اعتبرته المجلة بالغ الدلالة، أضاءت Entrevue على التباين الجوهري بين الوزير سلامة وصهره، النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي رافائيل غلوكسمان، المعروف بدعمه العلني لـ”إسرائيل” ومعارضته الشديدة لـ”حزب الله” و”حماس”، واتهاماته لهما بالسعي لتدمير “إسرائيل” وخرق القانون الدولي.
وختمت المجلة بالإشارة إلى ما سمّته “تناقضات حادة داخل عائلة سياسية واحدة”، تجمع بين وزير لبناني يظهر تفهّماً تجاه “حزب الله”، وصهر فرنسي يعتلي منابر أوروبا مدافعاً عن “العدو الإسرائيلي” ومعارضاً النفوذ الإيراني في المنطقة.